الكتاب الثالث من سلسلة المشكاة المباركة. كتاب التسبيح. بعد الصلاة على حبيب الله ثم حمد الله. وبحر التسبيح بحر عظيم ولنا منه قطرات.
وهذه مقدمة الكتاب:
الحمد لله الذي سبّح الملكوت بحمده، وسبّح له ما في السماوات وما في الأرض.
﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا ﴾[1]
والصلاة والسلام على إمام أهل التسبيح، وسيّد المسبّحين والمناجين ربّهم. سيدنا ﷴ وعلى آله المستغفرين بالأسحار المسبّحين الليل والنهار، وسلام على الصالحين أهل الأوراد والأذكار.
وبعد: فإن التسبيح نور القلب ومشكاة الأنوار، وباب القرب وسر الأسرار.
والتسبيح عبادة، ومفتاح سعادة، وباب خير كثير، وفضل كبير.
والتسبيح تعظيم وتمجيد وتنزيه، للواحد الأحد بلا نظير ولا شبيه. وما من خير إلا كان في التسبيح وما من نور إلا كان التسبيح فيه.
وبعد ما في سلسلة المشكاة من صلوات على عظيم الذات جميل الصفات، وحمد لرب الكائنات، نرد بحر التسبيح العظيم، للقوي العلي الرؤوف الرحيم، التي ترد من نفح أهل التفويض والتسليم، رجال الله القائمين بسر الله المسبحين لله الغارفين من بحر رسول الله والمنفوحين من سر آل بيت نبي الله.
فهذا بحمد الله بعض من التسبيحات، قربى لرب الأرضين ورب السماوات.
من نفح أرواح السادة، أهل الرضوى والنجوى والطاعة والعبادة.
من لأرواحهم عبق، ولأنوارهم ألق، ولهم من الله ما لهم. لا يذوقه إلا من أحبّهم، ورأى بهم ربّهم.
وقد تضمنت الكثير من مسائل العقيدة والتنزيه، بما أن التسبيح تنزيه وتقديس.
وهي جميعا بحمد الله بعضٌ مما أفاض صاحب الفيض، في سنين من الترقّي والوقوف بأبواب التلقّي.
نفع الله بها، فقد وجدت منها نفعا وخيرا كثيرا.
وما دوّناه في المقال أو نطقنا به في الحال أكثر.
ولكن بعض العطر دال على شذى العطر، وبعض القبس كاف ليرى الرائي في ظلمات النفس وعتمة آخر الزمان. والله وليّ أهل التصديق والتحقيق والإحسان.
كتبتها أولا سنة 2007 في القاهرة وتم التعديل في سوسة بتاريخ 00/05/2020
[1] الإسراء الآية 44