هدية أخرى للأحبة في الله، الكتاب الثاني من سلسلة المشكاة بعد كتاب الصلاة على أشرف المخلوقات.
كتاب الحمد فيه نفحات الحمدلة وبعض مما حمدنا به الله لسنوات في محاضرات وكلمات وغير ذلك مما يكون بين العبد وربه.
وهذه مقدمة الكتاب:
الحمد لله الذي أكرمنا بالإيمان، وأنعم علينا بنبي الهدى والقرآن. والصلاة والسلام على نبينا محمد رحمة الله المهداة للأكوان. وعلى آله أهل التقوى والهدى والإحسان. ورضي الله عن أصحابه الذين هداهم الله للإيمان، الصادقين الثابتين الموقنين وعلى الصالحين عباد الرحمن.
وبعد: فإن الحمد باب فضل وخير، لأنه قربى لله وشكر واعتراف بفضل المولى سبحانه، وهو باب للمؤمنين الشاكرين، والعابدين الخاشعين. ومن أكثر الحمد مسته النفحات وزاد الله من الخير وألقى عليه من نوره وسره ومحبته ولطفه. وآيات الحمد في القرآن شاهدة على ما للحمد من مكانة في الدنيا والآخرة، وفي كلام الأنبياء والأصفياء والأوفياء.
وضمن سلسلة المشكاة اخترت بعضا مما منّ الله به علي من مفاتيح الحمد، وهي في الأغلب صيغ حمد كنت أرتجلها في محاضراتي في المساجد أو الموالد، دون سابق تفكير فيها أو تكلف. ومنها ما دونته في نفحات أخرى. وفيها ما هو على حروف الأبجدية مختزلا، لعله ينفع الخطباء عند ابتداء الخطب، ويكون وردا لمن أراد الحمد وطلب.
والكتب هدية محب لمن رام سبلا أخرى لحمد الله ولئن كان في كتاب الله ما هو أعظم وفي كلام المصطفى ما هو أجل وأكمل وفي كلام العارفين بالله من آل البيت والصالحين خير كثير وفضل كبير. ولكن ما أقدمه هنا هو ما فاض على قلبي وروحي ووجداني، والله من وراء القصد[1].
[1] سوسة 21/09/2015 12:25:14 ص