الكتاب الرابع في سلسلة المشكاة هو كتاب المناجاة. كلام ذوقي رفيع في مناجاة البصير السميع.
هدية لأحبابنا في الله وعشاق رسوله.
وهذه مقدمة الكتاب:
﴿فَنَادَىٰ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾[1]
الحمد لله رب المناجي، ورب المفلح والناجي. والصلاة والسلام على إمام المناجاة، وعلى آله سبيل النجاة.
وبعد: للمناجاة أثر عميق في النفس والقلب، لأنها توجه صادق لله، حال الضر، وحال البلاء، وحال الرخاء كذلك.
إذ أنها الذكر الصفي الذين يكون مع صفاء المحبة ونقاء السريرة وصدق اليقين.
ومن أجمل ما في روائع المناجاة وأدبها مناجاة الإمام علي عليه السلام، ذلك المناجي ربّه ليله ونهاره، باكيا خاشعا متضرعا. وكذلك مناجاة حفيده وسميه الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام.
ومن شرف النسب والنسبة نالني من ذلك عبق، فكانت مناجاتي ظاهرا وباطنا سرا وعلانية لربي كثيرة في أحوال عديدة ولسنين مديدة.
فيها ما كان لما كنت كذي النون في حوت ظلمات البلاء، ومنها ما كان لما مسني كأيوب الضر ولم أجد لليسر بابا سوى باب الله فتضرعت ليلا أو نهارا ساجدا أو قائما…
والمناجاة كثيرة أكثر مما حوى هذا الكتاب الرابع من سلسلة المشكاة، ولكني احتفظت ببعضها، والبعض نُتف مجتزأة من مناجاة أطول….
وكذلك كانت لي للرحيم مناجاة حين أخرجني من بطن الحوت ونجاني من الضر وآتاني أهلي ومثلهم معهم رحمة من عنده بعد أن وجدني صابرا. مصداقا لقوله سبحانه: ﴿أَمَّن یُجِیبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَیَكۡشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَیَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَاۤءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِیلࣰا مَّا تَذَكَّرُونَ (٦٢)﴾[2]
وكذلك مناجاة لـمّـا ردّني من غربة الذات وغربة الأرض والفكر وآواني، ولـمّا وهبني من لدنه الولد والسند والمدد وفتح علي أبواب العلم والسؤدد، ورفع ذكري. وكل ذلك بفضله. وبسر ومدد وبركة حبي وولائي لمحمد وآله ووقوفي الطويل عند أعتاب الصالحين واعتقادي في وسيلتهم جميعا عند ربهم.
فذلك السر، بتسليم وطاعة، والتضرع ساعة فساعة، والدخول تحت جناح أهل الشفاعة: محمد وآله والأولياء والصالحون وهم من ذريته ونسبه أو من نسبته وسره.
فهذا بعض من تلك المناجاة بين عامي 2006 و2020.
لعل في قراءتها وفق الحال خير لمن اعتقد في السر والمقال.
وكتب أبو علي مازن بن الطاهر علي بن عمر الحسني الحسيني الشريف
20-06-2020.
[1] الأنبياء الآية ٨٧
[2] النمل