< 1 دقيقة للقراءة
آتٍ إِليْكَ وَمُهْجَتي تَشْتَاقُ
والقَلْبُ في دَرْبِ اللِّقَا سَبَّاقُ
والرُّوحُ أَسْرَعُ مَا تكُونُ كَأنَّهَا
تَطْوِي الْمَكانَ فَليْسَ ثَمَّ وِثَاقُ
يَا أَيـّهَا الْمُخْتارُ يَا عَلمَ الهُدَى
كَمْ في رِحَابكَ يَرْتَمي العُشَّاقُ
يَا صَاحِبَ الوَجْهِ الْجَمِيلِ فَلنْ تَرَى
كَجمَالِ وَجْهِكَ سَيِّدِي الأَحْدَاقُ
وإِذَا بَدَا مِنْكَ الجمَالُ تنَاثرَتْ
كُلُّ الشُّموسِ فضَوؤُهنَّ مِحَاقُ
إِنَّ الحَياةَ بِغيْرِ قرْبِكَ مُرَّةٌ
أيـَّامُ بُعْدِكَ مَا لَهُنَّ مَذَاقُ
بَشِّرْ مُحِبَّكَ باللِّقَاءِ فَطالَمَا
أَنـَّتْ بِعشْقِ حَبِيبهَا الأَعْمَاقُ
لِي مَوْعدٌ عِنْدَ المَقامِ مُؤكَّدٌ
فِي نَشْوةٍ كُلِّي لَهُ يَنْسَاقُ
لكَأنـَّنِي أَرْنو إلَيكَ بـِمُقْلتِي
فَأرَى الْجمَالَ ومَا عَليْهِ نِطَاقُ
دُونَ الحِجَابِ فَنَظْرَةٌ هِي نُضْرَةٌ
وهْيَ احْتِرَاقٌ مُونعٌ ورَّاقُ
ولَذِيذُ وَصْلٍ بَعْدَ بُعْدِ مَسَافَةٍ
يَطْوِي الزَّمانَ فَما هُنَاكَ فِرَاقُ
وشُهودُ سِرٍّ في حُضورِ شَهادَةٍ
“الله هذَا الشَّأْنُ كَيفَ[1] يُطَاقُ”
وَجَعٌ يَلذُّ ومَقْصدِي تِلْكَ الحِمَى
دَمْعِي عَلى دَرْبِ الحَبِيبِ يُرَاقُ
وصَبابَةٌ في النَّفْسِ نَارُ قَداسَةٍ
ودَمِي إلَيْكَ فذَلِكَ اسْتِحْقَاقُ
إِنـِّي حَفِيدُكَ لاَ يُرَابُ ذَوُو النُّهَى
كَلاَّ ولاَ لَمسَ الفُؤَادَ نِفَاقُ
آتِيكَ طَيْرًا لَوْ قدِرْتُ فَطالَمَا
طَارَتْ لكَ الأَحْلامُ والأَشْوَاقُ
آتِيكَ حَبْوًا لَوْ أمَرْتَ ومُهْجَتِي
تَمْشِي عَلى جَمْرِ النَّوَى وتُسَاقُ
آتِيكَ في جَفْنِ الرِّيَاحِ إذَا مَضَى
نَحْوَ البَقِيعِ جنَاحُهَا الخفَّاقُ
آتِيكَ في طَيِّ الغَمامِ وهَا أنَا
في الغَيْمِ أَشْواقٌ لهَا إِحْرَاقُ
آتِيكَ يَا خَيْرَ الأَنامِ لِكَيْ أَرَى
ويَكُونَ حُضْنٌ هَاهُنَا وعِنَاقُ
قَلْبِي إَليْكَ ولِي عَلَيْكَ تَدلُّلٌ
إِنـِّي ابْنُ بِنْتكَ والجَوَى مِصْدَاقُ
رُوحِي لَدَيْكَ ولَسْتُ عَنْكَ بغَافِلٍ
يَا سَيِّدًا دَانَتْ لَهُ الأَعْنَاقُ
في الطريق الى المدينة
18.02.19 18:23
[1] للإمام الرواس