2 دقائق للقراءة
صباح الخير.
هذه قصيدة تفاعل مع قصيدتين إحداهما معارضة للأخرى.
رائعة أحمد شوقي “مضناك جفاه مرقده”، والتي لحنها وغناها الموسيقار محمد عبد الوهاب، ومطلعها:
مُضْناكَ جَفَاهُ مَرْقَدُهُ
وبكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ
مَقروحُ الجَفْنِ مُسهَّدُهُ
وهي واحدة من المعارضات الكثيرة للقصيدة الخالدة، لعلها الأشهر في الشعر العربي وأكثر ما تم معارضته: “يا ليل الصب متى غده”، للشاعر القيرواني الشهير، علي بن عبد الغني الفهري الحصري، أبو الحسن، (420 488 هـ / 1029 – 1095 م) ولد في حي الفهريين بمدينة القيروان.
كان ضريراً وفقد بصره في صباه. انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة. اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب (المستحسن من الأشعار).
وقد ألف القصيدة التي خلدت اسمه، فتبارى المغنون في غنائها، وتنافس الشعراء في معارضتها، وهي قصيدة طويلة كتبها في مدح ابن طاهر صاحب مرسية، بالأندلس، ومطلعها:
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ
أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ
أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ
ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
فهذه القصيدة التي انشرها بينكم ليست من باب المعارضة بل أسميها تفاعلا شعريا، كتبتها بطلب من صديقي الملحن وعازف العود العالمي الفنان نصير شمة.
أهواك وقلبي أفقده
بهواك وليتك تنجده
يسبيه الحسن ويفتنه
ويصد الوصل ويبعده
وينادي بمطلق لهفته
“يا ليل الصب متى غده”
وبحال الوجد يبوح له
“مضناك جفاه مرقده”
ولهيب الشوق بأضلعه
وجمالك عينه تشهده
يبكي كالطير على فنن
وقصيد غرامك ينشده
يا من بهواه أباح دمي
وبخدك بان تورّده
والعاذل مال ليسمعني
ما ليس فؤادي يجحده
“ويقول تكاد تجن به
فأقول وأوشك أعبده”
مولاي وروحي تعشقه
قد لوعها سلمت يده
أسرار الله تلوح به
والروح الأعظم يسنده
مازال يريني آيته
فحنايا الأضلع معبده
“كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ
خوفُ الواشين يشرّدهُ”
أهفو وبقلبي أمنية
أني بالحرف أخلّده
سوسة 9 جانفي 2025 11:40
*صوؤة عند باب الأحبة…