إِلَى قَافِ الْقَداسَةِ (من ديوان تحت السيطرة)

دُمـوعُ الـــعَــــينِ يــــســـبِــــقُهـا الــرّجـاءُ
ويـــــُملــــيهـــا الـــتَّــــألُّــمُ والــبَــــلاءُ

ولـــكـــن دمـعــَــتي فــي مُــقْـــلَـتــيــهـا
لــــَهـا الـــضــّـِــــدَّانِ نـــيـــرانٌ ومــاءُ

فأصْــلُ الــنَّـــارِ أن أشتَــاقَ وجْـــهـــا
بـــــَهيَّ الـحسْــنِ تَــعــشَـــقُـــه السَّـماءُ

وسيـلُ الـمـاءِ طـوفـَـــانٌ بِـــــــدَمْـــــعي
على حَـذَرٍ يُــسَـايـــــِرُهُ الـــشَّـــقَــــاءُ

إذَا أخْــلَـصْــتَ ذَرْفَ الـدَّمْـــعِ فاعلمْ
بــِـــأنَّ الله يَــــفْـــــعَــلُ مـا يــشــاءُ

أَأَقـْرَرْتَ الـمَحَــبَّـــةَ حينَ مـرَّت
عــلى جَــفْـــنَــــيــكَ أحـْـلامٌ تُـضَـاءُ

فضوءُ الــــشَّــمْــعِ حُــلْمٌ حِــين يـأْتــي
ظَـــلامُ الـقَـــهْـرِ يَــــتْـــبَـــعُـــهُ الــشِّـتـاءُ

وحُــلْــمُ الــضّوءِ كــم يـشــْـقَى بـظُلْمٍ
ولَــــيـْلُ الــظُّـلْــمِ يــلْــــعَـــنُـه الــمَـسَـــاءُ

إلى قـــَافِ الْــقَـــدَاسَــةِ حَـــنَّ شِعْـري
ومِـنْ دَالِ الــدُّمُـــوعِ لــــَهُ رِداءُ

ودالٌ للــَّلَالَـــةِ عَـــنْ حَـــــنِـــيــــني
ودالُ الـدِّيـــــنِ والــدَّاعي سَـــواءُ

وسِــــينُ سـَــمـَـاءِ رَبِّـي والــــسَّـــلامُ
عَلى قُـدْسِ الــــسَّمـاحـةِ يــا سَـمـاءُ

ففي الْقُدْسِ الـبِدايةُ ذاتَ وحيٍ
وفــــي الْقُدْسِ الـــنِّـــهـــايــــةُ والـجَلاءُ

فَـيــا أَرْضَ الــــمَـسِيحِ إلـيك قصدي
ويــــا أُفْـــــقًــا نُــــجُومُـــهُ أنـــْـــبـــِيـَــاءُ

ويَـا مَــسْرَى الـحَـبِـيـبِ فـدَتْكِ نـفْسٌ
تُــــنـَـــاجي اللّهَ يَــــخْنُــــقـُها الــبُكــاءُ

فـَكَمْ طِــفْــلاً إِلـــيْـــهِ يُـــــزَفُّ فَــــجْـرًا
يُــرَدِّدُ رَجْـــعَ صَـــرْخَتـــهِ الْــــفَــضَــاءُ

وكَـــمْ مِــنْ طِـفْــلَةٍ للْــخُــلْدِ تَــــمْــضي
وَيـَغْمُرُها الــــتَّـــبَــسُّمُ والْــحَـــــيـاءُ

وكَـــمْ أُمًّــا لَــــهَـــا فـي كُـلٍّ يَـومٍ
شَـهِـــــيــدٌ فــــــي شَهَادتِهِ الْـــوَلَاءُ

وكَـمْ فـيـكِ الــْمُـــقَـاومُ ليسَ يــخْشَى
فَـعِـشْقُ الــْقُــدْسِ تـــَكْـتُــبُــهُ الــدِّماءُ

أنا الْــقَـــسَّــامُ أُقــسِـــمُ لــَسْتُ أنْـسى
ولَــن يُــــنْــسَـى اللُّــجُــوءُ ولا الــْعَـنـَـاءُ

ولا الآلامُ إذْ شَـــاهَـدْتُ أرضي
كـــــَمـا الأُخْـــدودِ يَــــمْــلأُهُ الــشِّـــواءُ

بَــــنُــوا صُـــهْـــــيُــونَ مـكْمــَنُ كُلِّ شَـرٍّ
تـــــَـرَبّـصَ بالْــحَـياةِ فـَـمُــــنذُ جَــاءُوا

لـكم زَرَعُــوا الــشُّـــرُورَ بـــكُــْلِّ دَرْبٍ
وَكَم غَـرَسُوا الْـفَــسَـادَ وكَم أسَـــاءُوا

هُمُ الجِـرذانُ إنْ أحْــسَـنـْتَ لـــــفْــــظًا
هُمُ الــــدّاءُ الْـــعُـضَـالُ هُمُ الْـوَبــاءُ

فَـيـَـا للــرُّوحِ إنْ عاثَـــــــتْ بِـجِـسْــمي
ذِئــابُ اللّــــيْــــــلِ جَــمَّـعَــهـــا الْــعُواءُ

ويــا للصَّـــــبْرِ أقْبــــِـــلْ يـا حُــــسَــــــينُ
فَــهَـــذِي الأَرْضُ كُــــلـُّها كَـــرْبَـــلاءُ

فـلاَ بَــغْــــدَادُ تَـــعْــذِرُهـا اللَّيـــالي
ولا الْــحَـــمْـراءُ يُـرْجعُـها الــــنّـِـــــدَاءُ

وبَـعْضُ الــــعُرْبِ قَد خَانُوا دِمَـــائي
فَــحَـــسْـــبُـــهُــــمُ الـــتَّـشَـدُّقُ والـرِّيــاءُ

دمُـوعُ الْــعَـــيــنِ تَـــهـمي لـــهـا عُـــيُــونٌ
تُـــبـــصِّرُ بــــالـحَـقـيــقــَـةِ مَــن تَــشـَاءُ

أنــا بَـيروت عَــيْـــتَا الـــشَّــعْبِ سَيْفي
وبــِنــتُ جْـــبَــيْــلَ دَيــدَنُــهـــا الوَفَــاءُ

وإنّي الــشّــــامُ مَـوطِـــنُ كلِّ فَجْرٍ
وإِنِّي الْحُبُّ دَنْدَنَهُ الْغِنَاءُ

أنَا شَـْمْــسُ الْـــحَــضَـــارَةِ في الْخَلِيـلِ
أنَا فْـــلَــسْـــطِــــيـْـنُ حُـقَّ لـــيَ الإبـَاءُ

ومــــــِن صَـــفَــدٍ إلى أسْــوارِ عَـكـَّا
إلى بــــِـيـــسَــانَ يَـــحْــمِــلُنِي الْــــهَــواءُ

أنَا فــي بَــــيْـــــتِ لـَـحْـمٍ والــجَــــلِيـــلِ
أَكُـــفُّ الـــطُّــهْــــرِ عَــمَّـدَهـا الـضِّـياءُ

أنَا رُوح الـتُّـرابِ وسوفَ أبـــــْــقَـى
ومـا للّيــــــلِ فــي أرضــي بـــقَــاءُ

دمشق 15- 9- 2009 \08:54:34م