2 دقائق للقراءة
الخط الثامن: سايبترون
يحكي الناس في أمكنة كثيرة أنهم رأوا غريبا..يظهر قليلا.. ويغيب كثيرا..
عاد جندي من معركة، قال أنه شاهده..
“لم أر في حياتي كلها أحدا يقاتل مثله..إنه ليس من هذا العالم.. أؤكد لكم..لقد كان ينقض على جنود البجع الأسود كالصقر.. فرسه يكاد يطير وسيفه يُشعّ بشكل غريب.
وعندما انتصرنا.. غاب ولم يظهر!!”
مزارع عجوز من المرج الأخضر يقسم أن النار كادت أن تحرق القرية والحقول..
“لكن غريبا انقض عليها كالسحاب، لم أصدق عينيّ، إن النار لم تحرقه، لقد كانت تتراجع أمامه كما تتراجع الضباع أمام النمر، ثم اختفت وكأنها لم تكن!
كانت الأرض تخضر تحت قدميه.. ذلك ما لن أنساه.”
صياد من الأرض الصفراء أكد أنه كاد يغرق..
“كانت عاصفة رهيبة لم يعرف البحر مثلها، لكنني رأيته، كان يمشي فوق الماء، أمسك بالزورق، الموج جبال والريح نبال.. لكنه عبر بي إلى الضفة البعيدة.
أُقسم أن عروس البحر التي تأسركم عندما تغني لو رأته لأصبحت أسيرته..”
مرت الأزمنة…
كان فيها كالحلم في غابة الكوابيس.. وكانت أجمل أحلامه.
كانت تغني … وكان يقاتلْ…. كانت تموتُ.. وكان يكتبْ…
الخط الأخير: غزوة البدء
ليس أجمل من لقاء حبيبين اِستشعرا استحالة اللقاء، ولهذا فإن لقاءه بها كان جميلا جمال المستحيل عندما يتحقق.
كيف كان ذلك ومتى؟؟!
لقد مات آخر رواة الحكاية قبل أن يصل إلى هذه النقطة.
المهم أنهما اِلتقيا.
عروس الماء تبخرت في حضنه وتحولت إلى غيمة أمطرته نجوما فنبتت في قلبه شجرة الوجود.
لكن الرماد الأسود هاجم التلال السعيدة وقتل خلقا كثيرا..
لابد أن أعود إلى المعركة..وتلاشت الغيمة..
الرجل الذي قُتل مرتين..قتل مرة ثالثة..ورابعة..لكنه كان يخرج في كل مرة قبسا جديدا.
الآن..أبدأ ..
وتعانقا.. تعانقا حد الانصهار.
لو سألت الدرب الذي يوصل إلى حيث لا يعلمون لأخبرك أنه بدأ الآن..
الآن أبدأ..
وغزوة البدء اِنتهاء لأحلام الغزاة..
الآن أبدأ…
سيظل القناع يزرع خناجره ويغرز عناكبه، لكن الوجه سيظل أصيلا.
ذات يوم حدثني رجل لا أذكر اسمه أن أحد حراس السماء وجد نجمة تسرق شهابا وقزما أعور يرقص..
وهنالك بعيدا.. في كوكب الدمعة والأحجية.. كانت الشمس ترسل ضفائرها على الشاطئ.. وكان البحر يغني…
.
ـ اِنتهت ـ
الرواضي
25 فيفرى 2004