< 1 دقيقة للقراءة
هنالك حتميات موضوعية، تجعل الاستشراف أمرا بديهيا، والتحليل مجرد سرد لمسلمات لا تختلف كلياتها تاريخيا ولو اختلفت بعض تفاصيلها حينيّا.
وعليه فإن الراغب في فهم مسارات المستقبل عليه أن يقرأ التاريخ بحكمة ويفكك أسراره ويسبر أغواره لأن فيه بيان ما سيأتي.
النسق الزمني لكل حَدثان فيه خيط ناظم يصله بما كان قبله. وهنا تتصل الصيرورة بالسيرورة، ويحدد المصير بما وقع عليه المسير.
إن الذي ينظر في كتاب الحقب المتلاحقة عبر تمفصلات الزمكان سيفهم إن انتبه أن الحاضر حصاد ذلك الفائت التراكمي ونتاج له، بل يكاد يكون أسيره الذي لا يملك منه فكاكا.
وأن المستقبل بكل غوامضه جلي في تلك الشاكلات النسقية المتتابعة الموصولة رغم حالات الانفصال التمردي والتطورات القافزة التي تجعل صلة القديم بالحديث مقطوعة ظاهريا.
تحتاج الوصفة خليطا من الفلسفة والتاريخ والانتربولوجيا والمنطق وعلم الاجتماع وشيء من علوم الجيوستراتيجيا والجيوسياسة، ونظرة عميقة في كتاب “المقدمة”.