2 دقائق للقراءة
ترنيمة وج
اتوجع
مثل ليث جريح
وأزأر من غير صوتْ
أموت قليلا
أموت كثيرا
وأصمت
والصمت موت
وكفي الكسيرةُ
قد عانقتها الجبيرةُ
قالت لقلبي
عرفت أخيرا معنى انكسارك يوم انكسرت
ولكن جبيرة قلبي لم تستمع للنداء
ولم تستجب للبكاء
ولم تبتسم يوم قمت برغم انكسار الفؤاد
ويوم انتصرت
أتوجع
مثل ليث بغابة
ما عاد فيها سباع
اموت وحيدا
وتأكل لحمي الضباع
ودربي ضياع
وما خلف دربي ضياع
لماذا يعذبني الحب
ذاك الذي قد منحته عمري
وابصرت في الليل فجرا جميلا
لماذا يمزقني العشق
ذاك الذي قد وهبته امري
وما كنت يوما بخيلا
اتوجع
مثل جميع الرجال
بأزمنة السخف والتافهين
ومثل الجبال
تئن بعصر المعادن والنهب والعابثين
اتوجع
مثل السفينة في مرفأ
صدأت مرساتها
وحن الشراع الى رحلة يجتبيها
ويخنقني الصمت
حتى تكاد تظن القصائد
اني نسيت القريض
وما عدت ابحر فيها
بلغ قصيدة شعر كنت أكتبها
أن المراكب لم تبلغ شواطيها
في قبضة اليم ذاق الموت راكبها
الأرض تذكر والأمواج تُنسيها
وكذا القوافل في البيداء ظاعنة
والريح طاعنة للعيس تدميها
ما زلت عبلة او عفراء اتبعها
نهرا من الشعر او حرفا يقفّيها
ليلى التي سكنت في قلب اغنية
او تلك دعدُ وهندٌ في تجنّيها
كم حطم اللحظ من قلب فليس له
غير الرمال على وجد يذرّيها
يا جارة سكنت واد سكنت به
ما زلت اذكر جاراتي وواديها
يا لوعة سكنت روحي فكنت بها
حتام أظهرها حتّام أخفيها
ما زلت معتكفا وجعا يلذ لها
بالصبر أقتلها بالعشق أحييها
هل اقتنع الشعر
اني الذي تاه عني
واني الذي قد رجع
وان بحيرة قلبي
تئن
ويحزن فيها البجع
ولحظي يرقب نجمة صبح
تكاد تبوح بسر الضياء الذي ما هجع
أتوجع
مثل ألوف المحبين
ماتوا جميعا
وعاش الوجعْ