< 1 دقيقة للقراءة
يوم ولادته فرح والده كثيرا وفرحت أمه وأسرته، ويوم أخذ شهادة الباكالوريا ذبحوا خروفا واحتفلوا.
وحين غادر قريته إلى الجامعة كان حديث القرية، وأحب مرة أو مرتين، ثم تخرج وبحث عن عمل، فلم يجد.
جاءت الثورة ففرح وهتف، ووعدوه بالكثير، لكنه فقد حتى القليل الذي كان عنده.
“حرية، كرامة”، كلمات لم يجد لها صدى، جاء مكانها “إرهاب، قمامة”، ومع تكدس النفايات في كل مكان، وحال التردي والفساد وجد أحلامه تضيق والعمر يسرق منه.
في ليلة التقاه، قال له: فقط أربعة آلاف دينار، وتغادر السجن، تغادر هذه البلاد اللعينة التي لا تشعر فيها أنك إنسان، وخلف البحر ستجد شقراء تنتظرك، وعملا يعيد إليك كرامتك ويرجع بعض شقاء أمك.
في ليلة ركب على مركب مهترئ، وغرق مع كثيرين، لكن الشعب لم يحرك ساكنا، والحكومة لم تحرك ساكنا، فقط امه كانت تلطم وجهها وتصرخ.
سوسة 06/06/2018 18:22