2 دقائق للقراءة
السلام عليكم، جمعة مباركة، ونعتذر عن الغياب، ونهديكم هذه القصيدة التي نبعت من الوجدان إلى البيان الآن.
خليلي ما وجدي وما أشواقي
ولمن أبث لواعج المشتاق
أفنى الهوى قلبي وحطم مهجتي
والشوق أهدر دمعة الأحداق
ما العشق والعشاق في عسف النوى
وأسى الفراق ولوعة الأعماق
“ما كنت أعرف ما الصبابة والبكا
لولا فراق خريدة معناق” ١
لي في المحبة شاهدان مدامعي
وتأوها يكوي حشا الخفاق
ولها الجمال وشاهداه عيونها
وتبسم الأغصان للأوراق
هي غصن بان مال من ريح الصَّبا
وهي الصِّبا ووميضه البرّاق
ما حسنها إلا افتتان مولّه
والحسن يتقن فتنة العشاق
ودعتها في طي حرف قصيدة
ذهبت بنبض للمتيم باقي
رقت أناملها وراق وصالها
لكن فراقها ما له من راقي
نامت وما نامت جفون مريدها
قد بات ينشد حضرة الإطلاق
ليست من الإنس الذين عرفتهم
كلا ولا عُرفت على الإطلاق
في نفحة للسكر حن فؤادها
فتبسمت وبدت لعين الساقي
من ذاق من ذاك المدام فقد درى
ما العشق في جمر النوى الحراق
حيث الأحبة غائبون وإنهم
عين الشهود ومطلق الإغداق
وإلى إمام العاشقين محمد
أسرت جموع القوم يوم تلاقي
جمعوا بجامع سر كل فضيلة
وبمجمع لمكارم الأخلاق
حلو الشمائل مطمئن موقن
لما بدا كالشمس في الآفاق
نزلوا بحي للنبي وآله
به يغتني المعتر ذو الإملاق
نظروا إلى عين الجمال وإنهم
قد نْعموا في حالة الإشراق
وسروا إلى هادي العباد كأنهم
غيم يطير إلى ذرى الخلاق
أرواحهم حين الهوى يجتاحهم
خفاقة الأشواق مثل براق
في سدرة التعظيم عُظّم شأنهم
بشفيع يوم لانكشاف الساق ٢
حين الخلائق لائذون بماجد
علم الشريعة منقذ الأعناق
مجلى لآيات الإله وجوده
بل سيد للخلق باستحقاق
جاد العليم على العوالم كلها
بمحمد في نظرة الإشفاق
هو رحمة للعالمين وإنه
نور الجليل المستمر الباقي
حنت إليه النوق فهي حزينة
والأرض عاشقة لخطو الساق
يا خير من سلك الدروب وأمّ في
أم القرى وبطيبة المغداق
يا أيها الهادي بنور عناية
من واهب الأعمار والأرزاق
إذ ربك المعطي وإنك قاسم
والحاشر الماحي الصفي التاقي ٣
ومتيم العُشاق في سوح الهوى
ومولّه المشتاق والعَشّاق
صلى عليك الله ما قمر بدا
للعين أو للقلب بعد فراق
أبويك والآل الكرام فإنما
بلغ الكمال بهم بغير نفاق
١: من قصيدة شهيرة للإمام عبد الرحيم البرعي في مدح سيدنا محمد وقصيدتي معارضة لقصيدته.
٢: قوله سبحانه: ﴿یَوۡمَ یُكۡشَفُ عَن سَاقࣲ وَیُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ﴾ [القلم ٤٢]، لا تعني أن الله يكشف عن ساقه كما تدعي المجسمة الحشوية وكما وضع الوضاعون من الإسرائيليات في السنة المطهرة، بل المعنى يكشف عن أمر شديد، وعليه أجمع المفسرون المعتبرون.
ومن ذلك قول الشاعر: وقامَتِ الحَرْبُ بنا على ساقٍ (من تفسير الطبري).
٣: التاقي: الشافي، تاق من مرضه: شفي منه.
سوسة 25 افريل 2025. 08:47