2 دقائق للقراءة
خَلِيلَيَّ مَا نوْمِي وذا القَلْبُ عَاشِقُ
قَضَى نَحْبَهُ فِي عِشْقِهِ وهْوَ وَامِقُ
يُسَابِقُني الضِّدَّانِ عِشْقُهَا والنَّوَى
فَأيـُّهمَا يَطْوِي الرَّدَى فَأُسَابِقُ
وريَّانَةٍ بِالحُسْنِ تَبخَلُ بالدَّوَا
فَوعْدُهَا كَذَّابٌ وطَعْنهَا صَادِقُ
وذِي ولَهٍ يسْتَلُّ مُهْجَتهُ الجَوَى
وقَدْ نُصِبتْ فِي مُقْلَتيْهِ الْمَشانِقُ
يُكَابِدُ وَلْهَانَ الفُؤَادِ ومَا سِوَى
حُضَينُ الَّتِي يهْوَى لِجُرحِهِ رَاتِقُ
غَرِيقٌ بِيَمِّ العِشْقِ يَخْنُقهُ الهَوَى
ومَا للهَوَا نَفَسٌ لِمَنْ هُوَ غَارِقُ
ومَائِسَةٍ كَالْبَانِ مِنْ حُبِّهَا اكْتَوَى
فَقُرْبُهَا نِيرَانٌ وبُعْدُهَا حَارِقُ
وَمُحْرِقَةٍ للصَّبِّ أَنـَّى سَعتْ بِهِ
فَفِي الْبُعْدِ والقُرْبَى كَوتْهُ الـمَحَارِقُ
وسَارقَةٍ لُبَّ الحَليمِ بِمَا لَهَا
فَحُسْنُهَا فَتَّانٌ ولـَحْظُهَا سَارِقُ
وسَائلَةٍ للْمُسْتَهامِ بِوَجْهِهَا
مَنْ يَلثُمُ الخدَّينِ كَيْفَ يُفَارِقُ
أُفَارِقُهَا كُرْهًا وأَعْشَقُ مُكْرَهًا
كَما السَّهْمِ عَنْ جِسْمِ الرَّميَّةِ مَارِقُ
فَوَعْدُهَا أَوْهَامٌ وَوصْلُهَا فِتْنَةٌ
ودَمْعُهَا خَدَّاعٌ وقَدُّهَا وَارِقُ
أُكَابِدُ بَلْوَاهَا عَلى غَيْرِ قُدْرَةٍ
وعِشْقُهَا نَخْلٌ فِي ثَرَى القَلْبِ شَارِقُ
تَلُومُ حُرُوفَ الشِّعْرِ قَالتْ ظَلَمْتُهَا
وفِي الجَفْنِ لَيْلٌ مِنْ هَواهَا وشَارِقُ
ومُسْتَعْذِبٍ حُلْمًا تَباشَرَ باللِّقَا
وجَفْنُ الدُّجَا بالعِشْقِ أَحْمَرُ شَارِقُ
كَأَنَّ جُثَومَ اللَّيْلِ أَطْبَقَ وانْطَوَى
ولاَ الصُّبْحُ أَجْلَتْ ضِفَّتيْهِ الْمَشَارِقُ
تَدَارَكهُ جَمْرٌ مِنَ الوَجْدِ فَاكْتَوَى
وأَهْوتْ عَلى خَفَّاقَتَيْهِ الْمَطَارِقُ
ومَنْ فَارَقَ الْحَسناءَ لَمْ يَعْبأَ بِمَا
أَرتْهُ خُطَى الأَيـَّامِ وهْوَ مُفَارِقُ
سِوَى لَذَّةِ اللُّقْيَا وطَيْفُهَا فيِ الْكرَى
بِمُنبَسِطٍ أَحْوَى كَستْهُ النَّمَارِقُ
وفُرْشٌ وأَنغَامٌ وأخْضَرُ يَانعٌ
وَزهْرٌ تُغَازِلُ وَجْنَتَيْهِ الشَّقَائِقُ
بِبُسْتَانِ أَحْلاَمٍ وَخيْمَةِ مُدْنَفٍ
لَهُ كُلَّ ثَانِيةٍ مِنَ الْحُبِّ طَارِقُ
وسُكْرِي بضِحْكَتِهَا وعَطْرُهَا والشَّذَى
يُرِي مُقْلَةَ الوَلْهَانِ مَا هُوَ لائِقُ
سَقَى ذِكْرَ لُقْيَاهَا الْغَمامُ فَكمْ لَهَا
نَسَائِمُ فِي الذِّكْرَى لِمَنْ هُوَ شَائِقُ
وَمُعْتَذِرٍ بَاكٍ وذِي هَيَفٍ مَشَى
يُودِّعُ بِاليُسْرَى وَيُمْنَى تُعَانقُ
ومُرْتَجِفٍ ظَامٍ وقُبْلَةُ خَاِئفٍ
ونَظْرَةِ ذِي جَزَعٍ بَلَتْهُ العَوائِقُ
فَيَا عَازِفَ النَّايِ الَّذِي سُلَّ قَلْبُهُ
تَرَفَّقْ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ طَائِقُ
تَمُرُّ سِنينُ الْوَصْلِ مِثْلَ هُنَيْهَةٍ
فَيا لَيْتَهَا لَوْ تَسْتَمِرُّ الدَّقَائِقُ
ومَا مُبْصِرٌ بَدْرًا َكمَنْ شَمَّ جِيدَهُ
ولاَ واصِفٌ خَمْرًا كَمنْ هُوَ ذَائِقُ
سوسة
السبت 19/ 5/2018 01:47