< 1 دقيقة للقراءة
ما الذي يجعل الانسان إنسانا؟
قلبه؟ روحه؟ جسده؟ عقله؟
أم كله؟
هذا الانسان المتفرد، في قوته وضعفه، وفي مدى علمه وعمق جهله.
هذا الكائن المحيّر، ذي العجائب الكثيرة والغرائب العديدة، بنى حضارات لا تعد، ودمّر مدنا لا تحصى، وأصلح وأفسد، وعدل وطغى.
كل أمزجة الانسان فيّ وفيك كإنسان، ولسنا غرباء عنه ولا أبرياء منه، تلك آدميتنا التي حملتها بشريتنا بين الرفعة العالية والقيمة الغالية، ومهاوي الردى السحيقة التي تتلوى فيها أفاعي الأنفس وتطل منها رؤوس الشياطين.
لكن الأمر في ان تختار ذاتا من ذواتك البشرية، لتحدد من خلالها معدن إنسانيتك ونوع آدميتك، وكل اختيار له ثمن وفيه طريق وعليه حمل، فمن اختار طريق يمضي إلى أسفل وجد المنزل سهلا محفوفا بالملذات، ومن اختار المرتقى الأعلى وجد في ذلك محنة الصعود ومشقة الارتفاع وأشواك الطريق.
لكن ما ذلك إلا لمح، ويبقى ما يبقى: تفنى اللذة ويفنى الألم، ولكل طريق مسار ومصير.
حدد مصيرك إذا جيدا.
سوسة
09/01/2019 20:03