< 1 دقيقة للقراءة
خَيْلُ الْفِراقِ على الفُؤادِ تجوبُ
والدّهرُ يخدَعُ والزَّمانُ لعوبُ
ما عُدتُ آمَنُ للحَياة ببُعدِها
إن الحيَاةَ مصائِبٌ وخُطوبُ
لا الوصْلُ يبقَى ولا العِناقُ بِدائمٍ
للشَّمْسِ من بعد النَّهارِ غُروبُ
إنْ ذابَ في حُضْنِ اللِّقاءِ مُتيَّمٌ
فالصَّخرُ مِن بعْد الفِراقِ يَذوبُ
أو إن سَقتْ ذِكرى اللِّقاءِ سَواجِمٌ
فَلَكَمْ بَكتْ طَللَ الحَبِيبِ قُلوبُ
وذكرْتُ أيّامَ الوِصَالِ فَطَالَمَا
أَهوَتْ على الصَّبِّ اللَّهُوفِ كَعوبُ
بيضاءُ قَدْ سَكرَ الغَرامُ بـحُسنِها
مَزَجتْ خُمُورَ العِشقِ وهْي طَرُوبُ
غيداءُ قَدْ مَاستْ برقَّةِ خِصْرها
لَبِسَت عَلَى الجَسدِ الرَّقِيقِ سُبوبُ
الشَّمْسُ قَد حُجِبَتْ بظُلمةِ شَعْرِهَا
خَجَلاً عَن الوجْهِ الجَميلِ تنوبُ
شرِبَتْ مِن الْعَسَلِ الرَّحِيقِ نواظرٌ
فَبَكتْ شِفَاهُ الصَّبِّ وهْي سَغوبُ
ورنَتْ كمثْلِ الرِّئْم أخجَلَهُ الهَوى
ورَمتْ سِهَامَ الصَّدِّ وهي رَغُوبُ
ومَشتْ على شَغفِ المولَّه فانْـثَـنَى
حَيرانَ قدْ رَزَحَتْ عَليه لُغوبُ
وبَدتْ كأنَّ الْبَدْرَ قدْ تَركَ السَّمَا
فَالبدْرُ في أفُقِ السَّمَاءِ غَضُوبُ
وتبسَّمتْ ففنيتُ منْ وَلَـهِي بِهَا
وغدَت لِقَلبيَ في الجُنونِ ضُروبُ
لي من هَوى لَـيْلَى الجنُونُ وضِعْفُهُ
أضعَافُ أضْعَافٍ ولسْتُ أَتُوبُ
مَنْ قَالَ أَنــِّي قَدْ نَسِيتُ فَقَدْ غَوَى
إنَّ الَّذِي زَعَمَ السُّلُوَّ كَذُوبُ
سوسة 10/05/2017 11:13 م