< 1 دقيقة للقراءة
أجلس وحيدا تحت شجرة زيتون.
أسمع العصافير من حولي تسبّح بالزقزقة.
هذه المخلوقات الصغيرة التي تنتمي للأرض والجو معا، تحب الله بفن، وتعبر عن ذلك بجمال ينساب كنهر من الموسيقى العذبة.
“فليكن قلبك ذلك العصفور”.
قالت لي الزيتونة التي تهبني ظلها بسخاء كما فعلت منذ أن كنت طفلا.
ولقد سقتني زيتها، الذي ما كان ليكون لولا عصر قلبها وتفتيت كبدها، وسحق ما لا يحصى من فلذاتها.
فحبات الزيتون ذرية تلك الزيتونة الهادئة التي تسر الناظرين.
ولكم تعبت لإنجاب ما سيكون منه زيت يكاد يضيء ولو لم تممسه نار..
الزيتون إمام الشجر، والنخل سيدها، والتين قطب الغابة.
لقد أقسم الله بالتين والزيتون، وذكر النخل في كتابه.
وإن في ذلك لأسرارا يمنعها البنان عن البيان.
في هذه اللحظة سأغمض عيني وأتكأ على ظل الزيتونة.
جالسا بين الشرق والغرب.
أسمع زقزقة العصافير التي أحست بحال جارها الجديد فتبارت تلهج بالتسبيح وانبرت تزين الدنيا بنور محمد.
الزيتون كثير التسبيح، بلغة لو عرفها البشر لطاروا مع الملائكة.
سيحل المولد قريبا، مولد حبيبي، ومولدي ايضا.
وسيطير قلبي كعصفور يحمل في منقاره حرفا وفي قلبه شغفا.
وسيسجد الزيتون ليلتها، وهو يرى اكتمال صاحبه.
نحن جميعا ننتظر ميلادنا، وننتظر الاكتمال.
فليكن مولد رسول الله بابنا لذلك.
لنحتفل بالحبيب إذا.
فالمولد لمن أراد أن يولد من رحم النقص، ليصبح كاملا.
#مولد_النور
#المولد_لمن_أراد_أن_يولد
#معا_إلى_رسول_الله
#المحمدية_البيضاء
#مازن_الشريف_خواطر_ومراسلات
*صورة عند الحبيب، ولنا عود أحمد يا أحمد