سيرحمني الله (من ديوان أغاني عشقيار، مطبوع)

إليها…من علمتني التخلي عني…فيها!!!

سيرحمني الله..
حيا في حبك..أو ميتا فيه…
سيرحمني الله….
في أول الحضن..أو في أطراف الأنامل حين تودع كفّيك روحي…
سيرحمني الله..
بالصمت حينا..وبالبوح حينا…
ويمضي بي الحب نحوك غيما وطفلا وعاصفة من حنين وشوق…
ستأتي بك الريح في حلمي المثقل الأحجياتْ..
سيأتي بك اللون في ضحكة الورد..
يأتي بك اللحن في لوعة الأغنيات…
أنا أنت حينا..
وأنت أنا الآخر الظل… إن صرت ظلك… يا وجهتي المبتغاةْ
وأنت احتمال انطفائي انتهائي على مرمر الجيد في صبوة النهد
واللحظة المشتهاة
وأنت أيا روعة الأنت رحلة نار الأساطير في لهفة الروح في خفقة القلب في رعشة الجسم في سطوة الموت حنت إليه الحياةْ

سيرحمني الله
إني الرجال جميعا…صبابات آدم..شعر المجانين..تيه الملايين فيك اشتياقا وعشقا …
وأنت القصائد..كل القصائد…في مهجة الدهر
أنت جميع النساءْ
وأنت جذوري في الأرض..جذع البداية..
أغصاني الألف والألف.. ما سطر الحب..شاءْ
أنت تفاصيل ما بين روحي وروحي
وأنت اختزال المسافة بيني وبين السماءْ…
رجائي من الله…إن كان لي من رجاءْ

أن يثمر العمر بالحب..بيتا..وطفلين في هدأة الليل…
بعض الحكايات..خبز..وماءْ
وكفاك في كف روحي…
طلاسم للعشق فسرها الفجر جُنّت مواعيد إصباحه في المساءْ

سيرحمني الله..
يسّر في العشق دربي
ولوّن بالحب رايات سلمي ورايات حربي
ستشرق شمس البدايات دوما…بأكوان قلبي
ويأتلق الفجر في كل حين ..
إذا كنت قربي
ووجهك يا طفلة الروح وجهُ الحقيقة… أني بحبك أدركت كنهي
وحبك تاجي ومعراج قلبي إلى سدرة الشعر في منتهى العشق
لوّن بالوجد وجهي
أنا كل ألوان حبك..حين الرضا والغضبْ
ولوني المفضلُ لون ُالدلال على رغبة تـختفي بالعتَبْ
ولون البياض الذي في حنيني
وألوانه الحمر حين التحول للعشق
مثل الغمامة صارت بطلسمة للغرام سحابات نار وعاصفة من لهب..
ولون السواد إذا غبت عني وصارت شموسي أكباد ليل وينهش منها اكتئاب المولّه في ظلمة البعدِ وحشا من الحقدِ أغمد أنيابه السود في ضوء روحي يسلّطه الشوق في سوْرة من غضبْ
تمالكت نفسي كثيرا..
ولونت حلمي بالورد وردية اللحظ أزرق هذا المدى في عيونك
حبك لون من السر لون من اللغز لون من الغامض المستحبْ
وحبك لون المناديل يرسمها الدمع صفصافة للحنين ولون تفاصيل ذاكرة الطفل في الكوخ في ضحكة الأم في طائر الحقل في قصة من حكايات أجدادنا الطيبين تعلم درسًا وترسم للطفل كونا ولونا وحقلا وغرسًا وبحرا وغيما ونجما وشمسًا وشرقا وغربا وسلما وحربا وسهما وترسًا وروما وعُرْبا وتركا وفُرسًا وجنا وإنسًا وغولا سيخطف تلك الأميرة يشهر نابا ويستل ضرسًا وجيشا من الجن والظنِّ طفلان في الركن صمتا وهمسًا ويستشعران الرجولة في بطل قاتل الوحش فردا وأرجع تلك الاميرة في فرحة بعد طول التعبْ
وتمضي المساءات مثل المساءات في كنف من حكايات أم رءوم
ومن عطف أبْ
حبك يا لون أيامي البيض والسود لون يلونه الحب في لوحة من عجبْ
سيرحمني الله إن تهت فيك..
وإن غبت عني إذا ما شهدت الجمال الذي سل سيفه في النفس
علّم جسمي الجنون وعلّم روحي الأدبْ

سيرحمني الله…
هذي القصائد ما سطّر القلب أم بعض لغز الهوى والغرام..
وهذي الحروف التي في يميني يمين التوله أقسم يستل سوط الحنين شمالا
إذا عالج المغرمَ الصبَّ صبرٌ نأى عن يمين الضرامْ

سيرحمني الله
لا أسأل الله صبرا عليكِ
ولا أسأل الريح إلا رحيلا إليكِ
أنا موج حبك..بعضك..كلّك..
ظلّك..إن غاب ظلّك..ظلّك إن عاد ظلّك..
ظلّك مذ كنت ظلي وبعضي وكلّي
أنا أنت
روحان في جسمِ
جسمان من روح عشقٍ
وحرفان في بوح غيم يصلّي

أنا أنت
ضوءان من شجر النور
عمّد بالطهر..أوجاع ليلي..
أيا رحمة من إلهي الأجلّ
أنا في غرامك أخليت قلبي من الندّ والضدّ
علمت روحي التخلّي
أنا لحظة الكشف
أنت اكتمال التجلّي…

تونس الحبيبة دائما
‏13‏/04‏/2011‏ 04:04:43 م