2 دقائق للقراءة
صليل الحق أنذر بالصُّلولِ (١)
وبشَّر بالجليِّ وبالجُلولِ (٢)
سفينة آل أحمد في بحار
من الرَّحمات تنزل كالهُطولِ
تعيد الحق تفتح باب خير
وتحيي المجد من جَدَث الطُّلولِ
ونحن الآل فينا السرُّ باقٍ
لنا بالله أنوار القُبولِ
وجاهٌ عند بارئنا عظيمٌ
ومعراج الوسيلة والوصولِ
ملكنا في العبادٍ بغير مُلْكٍ
وحقَّقْنا انتسابنا للرَّسولِ
بنو الزهراء إن دققت فينا
رأيت المجد يقرع للطبولِ
ورايات من الكرَّار تأبى
حياض الذل أو طبع الذّلولِ
شموخ كالأسنّة في إباءٍ
بنو الحَسنينِ أبناءُ الأصولِ
تحقَّقْ إن أردت بأيِّ وجهٍ
ترى في المجد أبناءَ البتولِ
حرائرُ من حرائرَ أنجبتنا
فحولٌ من فحول من فُحولِ
هم الأقطاب شاهدنا تراهم
فتلكَ الحُجْبِ تُكشفُ بالذُّهولِ
وأهل الله ما رمنا سواهم
نراهم في الصّعودِ وفي النّزولِ
رجال من رجال في رجالٍ
هم الأسيادُ أربابُ العُقولِ
لغير الله ما نحني بهامٍ
وعند الله نُكرَمُ بالجزِيلِ
وحين اليُسرِ نشكر من حبانا
وعند العُسْر نَقبلُ بالقليلِ
وجوه الخير نُكْرِمُ من أتانا
وعنْد الحرْب نُقبِلُ كالسُّيولِ
تُعلِّمنا الكرامة كربلاءُ
حفظنا الدَّرسَ من وجع القتيلِ
وإن جار الزّمانُ بأي جوْرٍ
غلبْنا الجوْرَ بالصّبر الجميلِ
وغيرَ الله لا نخشى وحاشا
ترى الأشرافَ تقبل بالذليلِ
ومنّا في غدٍ آتٍ قريبٍ
ترى المهديَّ بالمدد المَهولِ
له في القدس آيات وبطشٌ
بأعداء المُهيمن والجليلِ
وإن الأمر يظهر بعد حينٍ
وبالبرهانُ ننطقُ والدّليلِ
تظن الله يغفل عن عبادٍ
دعوا في الضّر والكَبدِ الطّويلِ
تظن الله يغفل عن عبيدِ
سعوا في الشرّ أمعنوا في السُّفولِ
تمهّل يا جحود ولا تلمني
وحاذر يا عنيدُ لسرّ قيلي
فلي والله ما أعطى سخاءً
ولي بالله ما قد سُدْتُ جيلي
ولي في الله ظنٌّ لا يخيبُ
ونَحو الله يُسِّر لي سبيلي
فخذ مني الحقيقة يا مُريدي
ودع عنك التهكُّم يا عذولي
وحقِّ الله لو عُلِّمت علمي
لبتَّ الليل في وجع العليلِ
وحق الله لو كوشِفت مثلي
لكابدت المشقَّةَ يا خليلي
فذا وعد يكون وأيُّ وعدٍ
لأرض القدس يُسرعُ والخليلِ
يدبَّرُ في خفا كيدٍ متينٍ
مكينُ المكْرِ حتميُّ الحصولِ
وذا أمر يتمُّ بقهر ربٍّ
وذي دنيا تؤذِّنُ بالرّحيلِ