< 1 دقيقة للقراءة
طائر العنقاء يحييكم.
فبعد كل ألق، يحترق، ليتألق بعد احتراق، ويتجدد بعد انتفاء، ويولد بعد فناء.
ويخرج من تحت رماده أشد قوة وأمضى عزما وأكبر جناحا وأكثر قدرة على الارتفاع..
هو الآن قد احترق مجددا، تلك الحمى التي ألفها وألفته، ولا تطيق فراقه، فإن طال الفراق رجعت إليه بشديد حرقة وكبير اشتياق، ترافق ليله وتخترق نومه وتستعمر حلمه وتسكن جسمه وتمد يدها لتحرك روحه، فتنتفض وتتأجج وتستعر كشمس عظيمة تختفي في جسد طيني.
وهنالك في جبل الخلود، حيث المعلمون الكبار الذين عبر بعضهم بالكوكب الأزرق، ومر بعضهم بكواكب كانت قبله، وكان على معظمهم أن يبقى روحا علوية لا تخالطها أجساد الفناء، هنالك كانوا ينظرون إلى الطائر الذي يتجدد بسرعة كبيرة، يحترق كما تحترق الشهب، يذوب كما تذوب الشموع، يستعر كما تستعر الشموس، يغلي كما تغلي الحمم، ويشتعل كما تشتعل قلوب العشاق.
قريبا سيصعد إليهم، ليغطيهم جميعا بجناحه الكبير، وليستوي جبلا أعظم من جبل الخلود.
أليس عجيبا أن يختفي جبل في رجل..
تبستم روحه لعقله، كما تبتسم الأم لصغيرها الأبله.
ويستمر القلب في صمته، مغمض العينين، متحملا أوجاعه السرمدية.
ومن تحت الرماد يمد العنقاء يده، ويقف شامخا، رجلا بجناحين، يمسك سيفا من سيوف ذلك الجبل، ويواجه عقم العالم، بابتسامة ساخرة، ونظرة صارمة، تختفي خلفها جيوش التنانين.
#عنقاء_مغرب
#حمى_أبدية
#تجدد