2 دقائق للقراءة
ما كنت في صدق المحبّة أدّعي
يا أيها الداعي وشانئه الدّعي
هارونَ موسى ما مدحتك إنما
قصّرت في مدح الوليّ الألمعي
يا صاحب الأمجاد يا مولى التّقى
والزهد والقلب الشجاع الأصمعي (١)
يا هازم الكفر العنيد بسيفه
إذ لا فتى إلاّك عند المعمعِ (٢)
ومجندل الأبطال في سوح الوغى
كرارها الضرغام ليث المجمع
يا فارس الفرسان يا راعي الحمى
من ذاع صيته في الجهات الأربعِ
وإمام كل الناس بعد المصطفى
بعل البتول أبو الفحول الخشّعِ
يا والد السبطين أسياد الورى
فهمُ السفينة للتّقاة الركّعِ
لله بالهدي العظيم مؤيِّدٌ
ومؤيَّدٌ بالله ليس بِمدّعِ
يا مسرعا للخير في صدق الخطى
ما كنت تعبأ بالبلاء المسرعِ
قال النبي وقد فديت حياته
ورث النبوة من ينام بمخدعي
ما كان مدحي غير حرف متيّم
قد هام في حب التقيّ الأروعِ
من لامني في الحب ليس بعاقلٍ
هل يعقل العذال أنت بأضلعي
في خافقي ليس الفتى بمنافقِ
في مقلتيّ وناظريّ ومدمعي
أفدي بروحي يا إمام وأفتدي
تلك الدماء بمهجتي وبأدمعي
نعْم الشهيد ونعْم محراب التقى
إذ جاءت الدنيا وقلت لها ارجعي
غري سواي فما لمثلي أن يُرى
عبدا لديكِ وما لمثلكِ أن يعي
ونظرت زينب في الرحيل مودّعا
قلت اصبري عند الفراق وودّعي
ورأيت في طف البلاء ملاحما
فذرفت دمعا للحسين وقد نُعي
ورأيت في الحسن الإمام علامة
وإمامة فرحلت غير مودّعِ
في آخر الأيام يظهر قائم
يبدي الحقيقة بعد ألف بلقعِ
يا مصرع الأحرار بورك ذا الثرى
كم آل أحمد قد لقوا من مصرعِ
أنا في عليٍّ لا ألام وإنني
فذّ شجاعٌ من سلالة أشجعِ
ثم الصلاة على النبي وآله
ما دمدم الحق العظيم بمسمعِ
**
(١) صَمِعَ فلانٌ: كان شجاعاً حديد الفؤادِ.
(٢) معمع القومُ :قاتلوا شديدًا.
سوسة 21 رمضان 1441 ، الموافق ل 14\05\2020| 02:13