< 1 دقيقة للقراءة
أصاب بين الفينة والأخرى بحمى “بنت كلب”.
هي صديقتي منذ الطفولة.
وطالما احتضنتني حتى كسرت عظامي، وتوغلت في روحي، تقيدني كي لا أتحرك، وتعصف بعقلي حتى أنام.
لان طاقة جسدي كبيرة جدا، ولا اعرف الراحة.
وهي مكلفة بإجباري على النوم والتوقف قليلا.
تحب مصلحتي، لكنها تؤلمني كثيرا.
وأكرهها، لكني أعلم أنها سترجع دائما، لاني اعذب جسدي كثيرا بالسهر والعمل والسفر، وأحرق عقلي بالتفكير والتأليف.
فلا أعرف أينا شر لصاحبه:
أنا، الذي لا أقدر عنايتها بي، وحرصها على راحتي، ولو قهرا.
أم هي، الحمى المقيتة التي تأتي معها الكوابيس، وتكسرات الجسم، والفراغ في العقل، والوهن والضعف.
وللعلم حين تم امتحاني بكورونا، عرفت أن صديقتي الحمى رحيمة جدا، وشبيهة بعاشقة أنانية.
أما حمى كورونا فهي شيطانة سوداء بشعة، لها مخالب تمزق بها الخلايا، وخناجر تغرزها عميقا في القلب والرئتين.
هنالك عدو آخر، وجع غريب أشبه بسكين داخل المعدة، هاجمني أول مرة حين كنت في بنغازي حتى تقيأت الدم اسبوعين، ثم في مصر حين تسممت لساعات دون أن أكون قد تناولت سما، ثم أخذ يظهر كل مرة بحربة وحشي وحقد سيدته، وأعلم أني به أحمل عن غيري بلاء كبيرا.
ذاك الوجع المباغت وغد حقود، يضرب بغتة، بقوة كبيرة، ويختار الليل عادة، ويستمر بلا توقف.
أما صديقتي الحمى فتعطيني بعض اللحظات لأسترد أنفاسي قليلا، ثم تغطني مجددا.
من كل قلبي، أعتذر أيتها الحمى.
علي الان فقط أن أحترق بك جيدا، لأنهض من جديد، كطائر يخرج من الرماد، ويكمل مهمته، للنفس الأخير.
#مازن_الشريف_كلمات
#حمى
#وجع_قديم
#وسأقف_مجددا