< 1 دقيقة للقراءة
كثيرا ما حير العشق أهله، وحيّر من يغرق فيه ومن ينظر خارج النهر.
ما هذا “العشق”؟
كيف يأتي وكيف يسرق منا كل شيء حتى وإن لم يهبنا شيئا، ثم نسهر نجفف دموعنا ونبتسم له كالحمقى.
ما هذا الغامض الذي نألفه، والمجهول الذي نعرفه، والغريب الذي نصدقه، والعجيب الذي نؤمن به.
كنت طفلا حين رأيت القمر أول مرة، ثم انتبهت أني لم أكن أرى قمرا.
وحين كبرت وسافرت رأيت القمر مرات أخرى، ولم يكن قمرا، كان نمرا.
من الذي سرق القاف ( قاف القلب وقيلولة الوجع)، وجاء بالنون مكانها نارا ونورا ونظرات؟
وكيف يصبح القمر نمرا؟
افترسني من نظرة، أوغلت أنياب عينيه في دمي، مزّقت مخالب رقته روحي وكبدي، ثم يدعي أنه قمر، ويسكن قصائد الشعراء وأحلام العشاق وأشواق البحارة والغرباء.
للعشق قصص كثيرة، وقد يتقمص فيها أشكالا ويرتدي ألوانا، لكنه وإن توشى بوردي الحلم أو أبيض النقاء أو أخضر الوله، سيظل احمر الخطى والأنامل، وهو كما هو: لا يُكتب إلا بالدم، ولا يَكتب إلا بالدم. وهو إن كان يهب الماء إذا رضي، يزيد الظمأ مهما سقى، ويبقى نارا ولو غرقنا في بحره اللجي، من رأى بحرا من نار، وقمرا بمخالب نمر؟
سوسة
29/05/2018