قد أوجعت قلبي

2 دقائق للقراءة

 

معارضة للقصيدة الشهيرة “تبكيك عيني لا لأجل مثوبة”، والتي مطلعها:
قـد أوهنت جَلَدي الدّيارُ الخالية
مـن أهـلـهـا ما للدّيارِ وماليه
ومـتى سألتُ الدّارَ عن أربابها
يُـعِـدُ الصّدى منها سؤالي ثانيه
للشاعر والعالم الشيخ محمد علي الاعسم العراقي النجفي.
مواليد النجف الأشرف 1154 وتوفي فيها سنة 1233.

 

قد اوجعت قلبي القرون الخالية
من أهلها ما للقرون وما ليه
ومتى سألت الدهر عن أصحابها
أخفى الحنين ولم يجب لسؤاليه
كانوا وكان العز عند خيامهم
وبيوتهم في عزها متتالية
يبنون للمجد التليد كأنهم
سحب السماء المغدقات المالية
وأتى النبي مبشرا ومبينا
باب النجاة أنا وبعدي آليه
تلك السفينة للتقي وللذي
يرجو الإله مسلّما ومواليه
لكن في كبد النفاق ضلالة
وشقاوة في عصبة متعالية
قد نافقوا طه الكريم وحقدهم
نحو الإمام رماح بغي قالية
قتلوه ثم السبط بعده وانبروا
بجيوش بغي في الجحود مغالية
يا حسرة في الصدر ليس تزيلها
حور الخلود ولا الدهور التالية
عين تسح الدمع قلب موجع
قد طار نحو الطف يحضن غاليه
تبكي الحسين وقد رايته ثاويا
ام تبكي حضنه في الجنان العالية
ووفاء قوم صابرون لربهم
في الله قد بذلوا الدماء الغاليه

أرسلت للزهراء نبضا متعبا
ووقفت خلف الدهر أرقب تاليه
غضب الإله إذا غضبت فكيف إذ
أبصرت وُلدك والجحافل طالية
يرمونهم بالسهم رميا متبعا
ثم الحجارة والسيوف الشالية
قطعوا وريد الطهر مزقوا لحمه
حملوا الرؤوس على الرماح الجالية
وسبوا بنات المصطفى يا ويلهم
أجسادهم عند القيامة بالية
وعذاب رب العالمين ونقمة
وجموع زيغ في جهنم صالية

نادت على المهدي فاطمة التي
قد جاوزت حجب البرازخ والية
يأتي على غيم القداسة مسرعا
ليعيد حق الآل ينصر واليه

سيدي بوزيد 19 جويلية 2024
13 محرم 1446.   12:30