< 1 دقيقة للقراءة
الوهن لا يصل إلى قلبي يا شيطان.
يصل إليه الحزن، ولطالما مزقه، فهو قلب عاشق، والقلوب العاشقة تحزن أكثر مما تفرح، وإذا أسعدها وصال، عاجلها بالحزن من النوى طارق، ومن الجفا حارق.
يصل إليه الغضب، إذا شعر بالقهر أو الإهانة، فهو قلب حر، لا ينام على ضيم. ولكن قدر الأحرار فيه من الضيم وافر، ومن الحقد نافر، ومن الحسد حافر.
يصل إليه الندم، فهو قلب أهوج، طفل لا يعرف أن البحر غادر، وأن الموج هادر.
زوارقه من ورَق، وأحلامه من ورِق، بيضاء فضية لامعة، يكسرها عتي الأيام بموجته على صخرة واقع يتردى، وظرف يتحدى، وفقر مصاحب، ووقت ليس له صاحب.
فإذا زلت القدم، وانطمس الحلم وانعدم، تملك القلب الطفولي الندم.
لكنه سرعان ما ينهض، مبتسما، واثقا، مؤمنا، يرتق جراحه، ويكتم نواحه، ويمد إلى الشمس جناحه.
فهو ليس بأي قلب، إنه قلبي أنا، وأنت تعرف من أنا، يا شيطان، في سر السر، وطي الطي، والطلسم المخفي.
تعرفني، وأعرفك، مذ كنتَ يافعا طموحا، وكنت فوق الفوق روحا.
أتظن أني أهن، وأن في قلبي مثقال ذرة من شك بعد يقين، أو تلف بعد شغف.
لقد أوقد الرب بيده هذه النار، ونفخ من روحه في هذا الأوار، وكتب قدرا فألزم به الملكوت، وجعل سر اللاهوت في هذا الناسوت.
وإن هي إلا جولة أيام، وصولة أعوام، ويكون من أمرنا وأمركم ما يكون، حقا حقا تراه العيون.
فتلذذ يا هذا بسقمي قليلا، وألمي قليلا.
فإن قلبي لا يهن.
ورب قلبي لا يخون ولا يهون ولا ينسى.
ولا يخلف الميعاد.
وموعدنا ذلك الصبح القريب.
#النصر_صبر_ساعة
#قلب_يتألم_ولا_يهن
#ونستمر
*صباح الأمل*