< 1 دقيقة للقراءة
ليس هذا الورد حقيقيا، لكنه يعتقد انه كذلك، ولن يصدقك لو أخبرته أنه مجرد ورد مزيف.
فالالوان عنده خير دليل على انه شقيق لورود البساتين وزهور الحقول.
كما أن حجمه الكبير في المزهرية الثمينة المزخرفة، ومكانته فوق الطاولة العالية وفي البهو الفخم للنزل الفاخر، تجعله أغنى من كل ورود العالم الفقيرة، وزهورها الحقيرة، التي تنبت قرب أكواخ الفقراء، وتعافسها الارجل فتلتصق بالارض وتموت وهي تحاول رفع رأسها من جديد.
ثم ائتني بوردة او زهرة تعيش كما أعيش، قال لي مزهوا، انا لا اذبل، انا من الخالدين.
لكن كل زهوه وغروره والمكان الفاخر الذي هو فيه، لا يساوي ذرة مما تشعر به زهرة صغيرة ذات بتلات رقيقات ووريقات ناعمات، تستيقظ فجرا لتعانق ضوء الشمس، وتتمايل مع النسائم الباردة، وتداعبها قطرات الندى تجري كدمعة على خد عذراء نقية جرح العشق روحها.
مهما كانت الصناعة بارعة، فلن تعادل الخلق..
ومهما بلغ التصنع من اتقان، فلن يعدل بالسجية الصافية.
كن على سجيتك، وليكن قلبك زهرة حية، لا باقة من الورد المزيف.
كوالا لامبور، ماليزي