2 دقائق للقراءة
هذه قصيدة من الشعر الملحون (الشعبي التونسي) وهي من القصائد الصوفية، يعني مطلعها: أحتاج لمن يفزع لي (ليغيثني) الآن وفورا، لترى عيناي الضوء، وأعيش بلا وجع ولا سَوء).
وهي استغاثة بالغوث الأعظم سيدي عبد القادر الجيلاني قدّس الله سره، وفيها عبارات كثيرة تستحق الشرح، مثل “تكتوك” وهو الجمل الكبير القوي، وكحيلة وهي الناقة، والنّادر وهو مكان تجميع محاصيل القمح والشعير، وغيرها.
قصيدة من قصائد الحال والسر، وأمرها يعرفه من جرّبه.
محتاج للفازع يجيني توْ
تشبح عيوني الضَّوْ
نعيش الحيا لا موجعة لا سَوْ
محتاج للفازع يجيني الليلة
وجلُّول تدرز خيله
والباز يدري الحال وتفاصيله
وبيني وبين صيلة
ماشي معاي العمر بالتنقيلة
ما ثم قطب مثيله
شيخ المشايخ نقصده نمشيله
لبغداد رحلة طويلة
نزور المقام ونشبحه ونحكيله
ما بقت عندي حيلة
وكندرت كي التكتوك عقب كحيلة
وناديت يا أهل الهيلة
بر وبحر وليفزعوا من الجَوْ
محتاج للفازع يجيني توْ
محتاج للفازع تجيني رجاله
وناديت يا عدّالة
ويا أهل المدد يا من عليه الدّالة
وين فزعة الخيّالة
ووين طلّته شيخي فقدت خياله
لحاز الشرف بكماله
الغوث الفحل جلّول بو دربالة
على الله ليه دلالة
وكالصيد يرعب ضربته قتّاله
ويا شيخ غير تعالى
وانظر خديمك دمعته همّاله
كما الطير في الحُصّالة
والاحباب طاروا في السما ومْشَوْا
محتاج للفازع يجيني تَوْ
محتاج للفازع يجيني صادرْ
وفزّعت عبد القادرْ
هُوَّ عضيدي على الزمان الغادر
مولى المقام النادرْ
غوث البشر بامر العظيم القادرْ
صنديد بحره هادرْ
نرجاه ندعي الله دمعي حادرْ
عالصبر ماني قادرْ
قلبي مشوشط في مثيل النادرْ
ويا شيخ افزع بادرْ
بعد الجدب بيكم يجينا النَّوْ
محتاج للفازع يجيني توْ
محتاج للفازع يجي تسخيره
وفزّعت ضنوة خيرة
مولى المدد والسر والتّكبيرة
ونشبح جيوش كثيرة
مثل البحر والموج ومراميره
صناديد أهل الغيرة
رجال عندهم بالله قدرة كبيرة
ما ثم خالق غيره
هُوَّ عطاهم الاذن وتساخيره
من حكمته وتدبيره
ويا معترض تلفت عليك الشّيرة
بالوهم وتصاويره
كفّرت أهل الذكر وبناديره
ويا شيخ شغلك ديره
وبرّم فلك العكس في تدويره
ما يشوف قلبي حيرة
ولا تشوف عيني موجعة وتعسيرة
والحال في التيسيرة
بجاه الذي عنده حديث وسيرة
القرآن وتفاسيره
وليذكروا في الله فيه فْنَوْا
محتاج للفازع يجيني تَوْ
محتاج للفازع يجيني وِدّي
ما نشوف حاجة ضدّي
بجاه فاطمة وطه وضناها جدّي
بجاه حيدرة المتحدّي
للكفر والكفار سيفه يِدّي
ويا شيخ هذا ردّي
على التّالفين لحالهم متردّي
كلامي صحيح وجدّي
وبحري زخيم وموجته ما تعدّي
وما ثم شاعر ندّي
ناي الفحل من قبل موش من تو
وني النسر فوق الجوْ
بعد العمى شافت عيوني الضّوْ
محتاج للفازع يجيني توْ
تشبح عيوني الضَّوْ
نعيش الحيا لا موجعة لا سَوْ
سوسة مستهلها 28 اكتوبر وتمت بتاريخ 22 نوفمبر 2020 \ 21:38