< 1 دقيقة للقراءة
كنت من قبل طائرا عظيما…جربت الطيران إلى الأعالي..واجهت الريح وواجهتني…كسرتني مرارا وكسرتها…
وكنت جملا في الصحراء…رأيت الظاعنين وشهدت الرحيل وسمعت لواعج الشعراء وزفرات العشاق…وظمئت في البيد حتى صار الماء أمنية وأصبحت الواحة جنة.
وكنت سمكة في بحر لجي…سبحت وطفت البحار السبعة…شاهدت عجائبها ورأيت غرائبها…حتى ألقت بي المقادير على الشاطئ…فاختنقت حتى تنفست هواء البر…وصار لي موعد آخر مع الحياة.
وأنا الآن نملة…أحمل كل يوم حبة رمل لألقي بها في تلة صغيرة من الرمال…
وأدأب على ذلك بلا كلل ولا ملل…ولم أجد خيرا من حال النملة…نظاما والتزاما…وحكمة وصبرا ومداومة.
طيران النسر علمني الجموح…لكن الريح عاتية.
ورحيل الجمل علمني الصبر…لكن الظمأ قاتل.
وحياة السمكة علمتني الشساعة…لكن البحر لا أمان له.
أما حياة النملة…فهي التي تليق بالحكماء والمصلحين.
25/07/2018