2 دقائق للقراءة
وقف الزمان فما هناك زمانُ
وتصدّعت لمصابك الأكوانُ
وبكى عليك المصطفى ووصيّهُ
وخديجة الكبرى لها أشجانُ
وبكاك رسل الله عند إمامهم
وبكى الملائكُ وانجلى البرهانُ
وبكت عليك الأرض وهي مُليمةٌ
وفجاجها والبيد والشطآنُ
يا أشرف الماشين فوق تُرابها
من زُلزلت لقتاله الأركانُ
يا خير أهل الله قطب زمانهم
قد حاصروك وطوّق الشيطانُ
وأراد أهل الزيغ قتل محمّدٍ
في جسمك المكدودِ يا ظمآنُ
الصبر إن ناديت جاء مُلبّيا
هل تاه عنك ليُجهل العنوانُ
وإذا اليقين أراد حجة وقته
أسرى إليك ليُعرف الإيقانُ
من كابن فاطمة البتول شجاعة
وشهادة ذهلت لها الأزمانُ
من كالحسين ومن كصبره شاهد
أن لابن حيدر ينحني الشجعانُ
من مثل ضرغام المعارك باسلٌ
مغوار لم يرجف لديه جَنَانُ
وإذا السهام أتتك قمت مكبّرا
من حولك الأبطال والفرسانُ
أولاد خير المرسلين، وصحبهم
وحبال عزم شدّها الرحمنُ
يا آل أحمد يا وراثة جدّهم
بين البرية أنتم الفرقانُ
الصابرون على البلاء تجمّلا
والثابتون على الإباء تفانوا
أما الحرائر فالشموس تغار من
ذاك السناء ويذهل الإمكانُ
حتى المحالُ يرى وتعجب عينه
إذ حاز سر الله ذا الإنسانُ
من مثل زينب في البلاء صبورة
إذ ينجلي الإخلاص والإيمانُ
من أمها يا سائلا عنها ومن
آباؤها لا زور لا بهتانُ
هي بنت حيدرة وبنت محمّد
بنت الفواطم سرّها الإحسانُ
كانت ترى الرحمن قلبا شاهدا
وتقول يا رباه يا ديّانُ
بارك بهذا الذِّبح واقبل نزفه
هذي الدماء لعزّكم قربانُ
تمشي على وجع وينزف قلبها
وتئن خلف دموعها الأوطانُ
يا أيها الليل الخبير بأمرها
يا جرح يا أوجاع يا أحزانُ
ضمّد جراح الصابرات على النوى
حيث الأسى والظلم والطغيانُ
لا ذنب قد عانينَ إلا أنه
على جدهن تنزّل القرآنُ
خبّر يزيدا أن نار جهنّم
تشتاق أن تلقاه يوم يُدانُ
31-08-2020