يا من بحسنه

يا من بحسنه تضرب الأمثالُ

غلب الهوى واشتد هذا الحالُ

حزن وتسهيد وليليَ والأسى

ليلُ الاسير وحوله الاغلالُ

والشوق يوغل في الفؤاد صبابة

فتمزّقت بنصاله الأوصالُ

وأنا الذي ما كنت غير متيّمٍ

صبٍّ تعذّب روحه الأطلالُ

طفلٌ نقيّ القلب يعشق طفلة

والعاشقون جميعهم أطفالُ

يمشون بالأشواق نحو هلاكهم

فتصدّهم بغرورها الأقفالُ

أفنت رياح الصدِّ نبض قلوبهم

والوجد والتهيامُ والترحالُ

كم حطّم الموج العتي أكفّهم

إذ مدّها في اليمّ ذا التسآل

لا يسألون نجاتهم فنجاتهم

في عاصف للأمنيات خيالُ

لكنّهم والحتف ينظر نحوهم

والموج في بحر الغرام جبالُ

لم يذعنوا للدهر رغم جراحهم

فهموُ على عطش الفراق جمالُ

لا صبر لكن من يعاند جرحه

يُفني الجراح فيطمئن البالُ

لا يرجعون عن الغرام لما لقوا

إن الرجوع عن الغرام مُحالُ

يتنفسون الحب حتى كأنهم

في لحن أنغام الهوى موّالُ

لو جئتهم لوجدت فوق رموشهم

طيف الحبيب وفي العيون سؤالُ

كم يسألون الريح عن أحبابهم

والريح يدري جنوبها وشمالُ

كم يسألون الغيم في أنّاتهم

والغيم يسرع والهموم ثقالُ

أنا في اسى العشاق فصل كامل

وحكاية للوصل ليس يُنالُ

من دونه الأرواح فهي رخيصة

ودماء كل العاشقين حلالُ

يا لائمي إذ قد فتنت بنظرة

كم نظرة سجدت لها الأبطالُ

قتلت عيون الفاتنات تولّها

والعشق في خبر الهوى قتّالُ

حتى الفوارس والطعان رفيقهم

وصديقهم وهم الرجال رجالُ

من طعنة الأهداب ناح أشدّهم

ألقت سهام السحر فهي نبالُ

قد تيمتهم بالجمال صبيّة

فقلوبهم في كفها صلصالُ

لم يخضعوا إلا لعشق جميلة

إن الخضوع لذي الجمال جمالُ

ظبي يصيد الأسد وهي قويّة

وعصية في طبعها استبسالُ

لكن ببيد العشق يا متعجّبا

كم صاد من تلك الأسود غزالُ

فارأف بهذا القلب وامنح نظرةً

يا من بحسنه تضرب الأمثالُ

سوسة 26/07/2019  21:02