< 1 دقيقة للقراءة
يذهلني
مستوى الرقي في إعلامنا
وقيمة الأخلاق في أفلامنا
والنبل في أقلامنا
يذهلني
وكل شيء في بلادي رائعٌ وطائع ومائعٌ
وليس فيها جائع
يذهلني
ونحن في مواكب الحضارة
دوما لنا الصدارة
(في العنف والجرائم
وكثرة الهزائم
والقتل للعزائم
ونسبة الحوادث
والجهل والطلاق والدعارة)
وعندنا الملوك في السياسة
فقل قصيدا صادحا ومادحا
(لسادة النخاسة
ومصدر التعاسة
وبؤرة النجاسة
ومنتهى الحقارة)
في لعبة القناع والخداع قد تفوّقوا وزوّقوا العبارة
بالحكم قد تعلّقوا
وعلّقوا البلاد من رموشها
في الموت والظلام والقذارة
بالدين قد تسلّقوا
تملّقوا
لكل من يعينهم ف”دينهم” تجارة
وآخرون خلفهم وحولهم، أمامهم
قد أترفوا من جوعنا مشوا على دموعنا
لحفلة تقام في السفارة
ومسرح من الدمى
تديرها الأكف بالخيوط والخطوط
خلف محكم الستارة:
سياسة، رئاسة، وزارة
ومجلس (يذهلني)
فيه الذي يلذ من شتائم شهية بهية شديدة النّضارة
وإنني أحبك
برغم كل هذا
وأسأل السحاب كل يوم
(يا عابرا لماذا
يبقون فوق أرضنا
كالجدب والعقاب والخسارة)
وأنت يا بلادي
مذهلة الدموع والشموع والربوع والعمارة
فأين ذاك الزمن المضيء بالجسارة
تاريخك المنحوت في جدائل الحجارة
ومجدك القديم والعظيم عن جدارة
يذهلني: هذا الذي (يذهلني)
وأنك
يا درة الأوطان
يا حبيبتي
لم تفهمي الإشارة
لم تسمعي ولم تعي
لهدهد في أدمعي
يأتيك بالبشارة
سوسة 12\12\ 2019
⏱23:07