2 دقائق للقراءة
كتاب كتبته الروح وخطته اليد، بقلم على ورق، في أيام لوعة وحُرق، وفراق وأرق.
كتاب أملاه القلب على العقل فوعاه، فيه من فيض الله ومدد أهل الله، نفحات في نفحات، بسر رسول الله وآل بيته، ومن نور سره وأكناف بيته.
كتاب نفحه رباني، ونوره قرآني، برهانه محمدي، وطلسمه مهدوي، وهو خضري المعين، ببيان جميل مبين، فيه علوم وفهوم، لم تكن إلا عند خاصة الأولين، وخلاصة الآخرين، فكتموها حتى دنا الزمان، وآن الأوان، وسمته الروح “البرهان” ، لأنه برهان: لصدق نبوة النبي، وصدق بشارة المهدي. فتلك قطرة من علم الأول، ونفحة من فيض الثاني.
كتبت في أرض جدي عبد السلام الأسمر، في غرفة صغيرة ليس لها باب، في فترة ضنك وبلوى وفراق وعذاب، فعذُب مرّ وقتي، وسكن لهيب غضبي ومقتي.
وكنت قبله مررت بالامتحان، تلو الامتحان، وسحت في الأرض من مكان لمكان، ودربت جسدي بعد أن تفتت كبدي، وحفظت كتاب الله فحفظني كتاب الله.
وطويت الأمر إلا عن قلة، حتى ورد للقلب الإذن.
ونحن له شارحون، ثم ناشرون، فليسمع ذو وعي، وليفهم ذو لب.
ومن جحد وعاند، فليأتنا بأقوم فهما، وأوسع علما، وأدنى لمشكاة النبوة، وأقرب لسر القرآن.
وليقارن بكتب الأولين والآخرين، هل يجدنا سرقنا من أحد أو سبقنا إلى ما قلنا أحد.
فإن أهل الله عرفوا وغرفوا، ثم سكتوا وصمتوا، لأن هذا لا يكون حتى تظهر علوم وفهوم، ويتحدى بعد من ظنوا العلم واهب العلم.
فعلى بركة الله نسير، وباسمه نبدأ، وعليه نتوكل، وبالصلاة على حبيبه وآله حبيبه نستفتح، وتحت اللواء المحمدي المهدوي نقف، لشرح موسوعة البرهان، وكتبا أخرى في فلكها، في علوم شتى، حتى يكون ما أراد ربنا، ونتم أمرا ونظهر أمرا ونشير إلى أمر، يفقه ذلك محبوب، ويرغب به مرغوب، ويناله موهوب، ويُحجب عنه محجوب، ويصد عنه مسلوب، ويحاربه دعي مغلوب.
هذا، والحمد لله رب العالمين.
وكتب أبو علي مازن بن الطاهر بن علي بن عمر بن علي الحسني الحسيني الشريف. في سوسة المحروسة من إفريقية الزيتونة وتونس السر والصالحين أرض اللطف والعطف.
10-02-2021 وقد مر على كتابة البرهان ما مر فقد دونّا الألفي صفحة الأولى منه أواخر سنة 2006.