3 دقائق للقراءة
Visiting Allama Muhammad Ikbal was a great honour. One of greatest Thinkers, Philosophers, Poets and Leaders in our history. I wrote a wonderful article about him in Arabic. Hope to translate it soon.
زيارة ضريح العلامة والمفكر والفيلسوف والصوفي والمناضل والشاعر الكبير محمد إقبال لامست قلبي في العمق. فالدكتور محمد إقبال ابن الشيخ نور محمد الذي ولد في نوفمبر سنة 1877 وتوفي في 21 أفريل 1938 عن عمر ناهز الستين عاما، لم يكن كاتبا عاديا ولا شاعرا ككل الشعراء، بل لقد كتب الروائع بالاوردو والفارسية والعربية، وكانت له مدائح للجناب النبوي من اصدق وأروع ما كتب إنسان، وله في الزهراء قصيدة تكتب بماء الذهب. يقول فيها (ابيات من مطلعها وختامها): المجـد يشــرق من ثــلاث مطالــع فــــي مهــد فاطمـة فمــــا أعلاهــــــا هي بنت من هي زوج من هي أم من من ذا يدانــــي فـــي الفخــار أباهــــــا هي ومضة مـن نور عين المصطفى هــادي الشــعوب إذا تـروم هداهــــا لولا وقوفي عند أمر المصطفى وحدود شرعته ونحن فداها لمضيت للتطواف حول ضريحها وغمرت بالقبلات طيب ثراها.
لإقبال مواقف كثيرة مشهودة، وقد جمعته صداقة متينة بالمناضل التونسي الكبير (الجزائري الاصل) عبد العزيز الثعالبي حيث التقوا مرارا، خلال زيارة الثعالبي للهند، ثم اثناء انعقاد مؤتمر العالم الإسلامي الأول او المؤتمر الاسلامي العام سنة 1931 في بيت المقدس وبجوار المسجد الأقصى ليلة الاسراء والمعراج (منتصف أكتوبر) تحت شعار “القدس تناديكم”. والذي انبثقت فكرته بعد ثورة البراق سنة 1929 بين المجاهد الشيخ أمين الحسيني مفتي الديار المقدسة والمجاهد الشيخ عبد العزيز الثعالبي، الذي زار فلسطين قبل ذلك التاريخ وتكونت صداقة متينة بينه وبين الحسيني. ثم لاقت الفكرة موافقة الزعيم الهندي شوكت علي، وتم توجيه الدعوات إلى كافة انحاء العالم الاسلامي، وجاء في نص الدعوة أن هدف المؤتمر “البحث في حالة المسلمين الحاضرة، وفي صيانة الأماكن المقدسة الإسلامية من الأيادي الممتدة إليها الطامعة بها، وفي شؤون أخرى تهم المسلمين جميعًا”، وكان ردا على المشاريع الصهيونية والبريطانية واستباقا لما سيأتي.
وقد حضرت شخصيات مهمة كالشيخ رشيد رضا والامير سعد الدين الجزائري (حفيد الأمير عبد القادر الجزائري).
وكان إقبال على رأس المدعويين. ومما قاله في ذلك المؤتمر التاريخي: “على كل مسلم عندما يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد على إنقاذ الأقصى”. وهذا يستوجب بحثا تاريخيا اعمق حول تفاصيل ذلك المؤتمر الهام، والرسائل والحوارات التي كانت بين اقبال وبين أولئك العلماء، والمراسلات بينه وبين الزعيم الثعالبي.
محمد إقبال رجل استثنائي وقائد كبير وشاعر عظيم. وكانت له كتب كثيرة في مجالات عديدة كالاقتصاد والفلسفة والسياسة والفكر والأدب وحتى ادب الأطفال. إضافة إلى الشعر والرقائق. وكان معتزا بالحضارة الاسلامية وهو القائل: كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحارا وكان رحمه الله كثير الاسفار، وهو الذي حاز الدكتوراة من جامعة ميونخ بالمانيا. وقد تشرفت كثيرا بالوقوف على قبره وزيارة مقامه، وقرات شعرا في مدح الجناب النبوي أقول فيه:
أنت الضياء فلا شمس ولا قمر
ولنور وجهك طاب العشق والنظر
حتى الملائك أدناهم وأقربهم
كنت الإمام وأنت المرسل البشر
منذ أن صعدت إلى الرحمن في كنف
يشتاق خطوك حتى الرمل والحجر
ولعل إقبال أجابني برائعته في مدح الجناب النبوي التي يقول في مطلعها:
لغة الكلام كما رأيت على فمي
خجلى ولولا الحب لم أتكلم
يا مظهر التوحيد حسبي أنني
أحد الشداة الهائمين الحُوّم
ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم
رهباً لدى هذا الجمال الأعظم
كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت
وتحيّرت في كُنهك المتلثم
إنها لحظات تعدل العمر كله!
لاهور 13 نوفمبر 2019