2 دقائق للقراءة
زيارة قبر إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله، مع صفوة من علماء مصر المحروسة بلاد الأزهر الشريف، كل من الشيخ الدكتور أسامة السيد الأزهري، المستشار الديني لفخامة الرئيس المصري، والشيخ المنفوح السيد جابر البغدادي رئيس مؤسسة القبة الخضراء، وفخر الأزهر الشيخ السيد أحمد شحاتة الازهري.
والإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني (164 هـ-241 هـ / 780 -855م) عالم جليل وفقيه كبير ومحدث من أصحاب الأسانيد، إذ يعتبر مسنده من أهم كتب الحديث النبوي الشريف.
وقد اشتهر بعلمه وورعه وسعة حفظه ورقي أخلاقه، حتى قال عنه شيخه الإمام الشافعي: : «خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل».
فجزاه الله عن الإسلام خيرا، فقد كان ناطقا بالحق، صابرا على ما امتحن به، يعيش الحياة كفافا، ولا يمد يده عفافا.
وله كلمات في حق الإمام علي تكتب بماء الذهب، فقد ورد في (تاريخ مدينة دمشق)، فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، علي بن عيسى وهو من ثقات شيوخ شيخنا أحمد بن سلمة، قال: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي، يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق والحق معه حيث كان (1).
وقال أيضا فيما رواه محمد بن منصور الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه)(2).
ولذلك فإن أدعياء الحنبلية من سفهاء الوهابية يخالفون الامام احمد الذي يدعون اتباعه، في بغضهم لآل البيت وكرههم للإمام علي واتهامهم لمن يحبونه في تسننهم ومذهبهم. وهم بذلك يخرجون عن نهج السلف الصالح، ويفترون على السادة الأكابر أهل العلم والفضل والاجتهاد.
وليس التسنن نصبا وهجرا لآل البيت، بل أئمة أهل السنة كانوا يحبون آل البيت ويوالونهم، ويدافعون عنهم، ولا يحبون أعداءهم، وفي ذلك قال الإمام أحمد بن حنبل فيما روي عن ابنه عبد الله حين سأله فأجابه: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء؛ ففتش له أعداؤه شيئا؛ فلم يجدوه فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله؛ فأطروه كيدا منهم له)(3).
هذا وقد جدد الشيخ سيدنا عبد القادر الجيلاني المذهب الحنبلي ودرسه مع بقية المذاهب في مدرسته العامرة، مثبتا أن أهل التصوف أهل فقه وعلم وحديث وشريعة ودراية، ليس فيهم فاسد عقيدة كما يدعي فاسدو العقيدة من الحشوية المجسمة الجاهلين بالله، والجاهلين على أهل الله.
#تعلم_ثم_تكلم
#الإمام_أحمد
#الرحلة_العراقية_مجددا
(1)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص419).
(2)، (المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3، ص107).
(3)، (الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، أحمد بن حجر الهيتمي المكي، ص127).