2 دقائق للقراءة
عمل كبير آخر قام به نخبة من تلامذتنا الأعزاء.
فبعد تفريغ محتوى الدروس البرهانية وتحويلها الى مجلد يضم زهاء الألف صفحة، قاموا أيضا بتفريغ محتوى كل من التأملات الفكرية والتأملات العرفانية، ودروس الفتح المحمدي، التي قدمناها لأكثر من ثلاثة أعوام.
وقد عكف هؤلاء الثلة من الخُلّص على هذا العمل المضني بمجرد فراغهم من مجلد الدروس البرهانية الذي كان عملا مضنيا كذلك، في عطاء مدهش وحرص رائع وصدق عظيم.
وهكذا حال الأصفياء الذين لا يوقفهم شيء، لتحقيق مطلوبهم في مراقي مرضاة محبوبهم.
وما هؤلاء إلا أهل محبة في الله بالله لله، وسعي صادق يريدون به وجه الله، وسير مخلص بنور رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، فهو المحبوب الأعظم.
وقد أخلصنا النية وربحنا القضية، فكانوا نفحة من عطاء واهب العطاء لمن صدّق وصدق، وبالحق نطق.
والله أشهد أني ما رمت إلا وجهه ولا أردت إلا تحقيق شيء من أمانة العلم وواجب التأييد لحضرة الحبيب وآله وأهل الله الصالحين. وكذلك توعية هادفة قدمت فيها حصار سنيّ البحث والتأليف والرقي والتلقي.
وها هي كتب نضعها بين أيدي القراء الأعزاء وطالبي المعرفة والعرفان والفهم الذي لا يشوبه وهم.
بعد ما قدمناه منطوقا مرئيا مشاهدا، يكون علينا وعلى من والانا أو عادانا قائما شاهدا.
وإن من أخلص الخدمة، ورفع الهمة، وأدى المهمة، وسلك في المهمهة* المدلهمة، وأخلص للأمة، سيفوز مهما طال به المسير، وأدماه شوك الطريق وقتاد الصراط وجمر السبيل.
ومهما اكتنفته وحشة الحق، وقلة سالكيه، وكثرة أعدائه.
ومهما حاربه زخرف الباطل، وزبد الفناء.
فمن أعماق القلب أشكر أبنائي وبناتي من مريدي الطريقة الخضرية العلية، والمنتسبين لمؤسسة المنارة بفروعها عبر العالم، على كل ما يقدمونه من دعم وجهد ومتابعة واستمرارية، وأشكر من أنجز هذا العمل الكبير، بالكتب الثلاثة وما تحويه من علم وحق وحقيقة.
فجزاهم الله خيرا على ما بذلوه من جهد، بأسمائهم التي تجدونها في مستهل كل كتاب، وكذلك لمن صمما هذه الأغلفة الجميلة: مراد العيوني من منارة تونس وصفاء من منارة فلسطين، ولمن أشرف على هذا المشروع العلمي العرفاني الرائع وكتب مقدمات الكتب بعد تحقيقها، ابننا الشيخ المهندس محمود حكم مسؤول منارة كندا وأمريكا.
والكتب متوفرة على موقع المنارة، لمن رام فهم العبارة، وفك طلاسم الإشارة، ورؤية وجه البشارة.
وسنستمر.
*مَهْمَهَة : مصدر مهمه، بلد مقفر، صحراء واسعة بعيدة لا ماء فيها.