< 1 دقيقة للقراءة
دعوني أقولها لكم بكل صراحة وبساطة وهدوء: لست أرى في هذا الظلام إلا شعاع نور عظيم يشع في العالمين.
ولا أرى في الدمار والخراب ودماء الشهداء والجرحى سوى بارقة حياة للإنسانية كلها، من بعد موت وعقم وتيه وضياع وفوضى.
ولا أرى في طغيان العدو إلا برهان قرب زواله، وافتضاح حاله، وضربة عظمى تأتيه ومن يقف معه من عظيم جلاله.
إنها كربلاء يا قوم، في آخر أعوامها، وقريبا ينهار جند الشيطان، ويقوم قائم لله بالله يهدم بنيان الظالمين، ويقيم بنيان الصالحين، ويدخل المسجد ويسوء وجوه الغاصبين، ويتبِّر ما علوا تتبيرا، بقوة العلي القوي المتين.
وليس في هذا مبالغة، ولا شطح خيال، أو هروب من مرار واقع إلى شيء من أحلام اليقظة اليائسة البائسة السخيفة.
كلا وحق الله، لقد أتى أمر الله الذي طال انتظاره، واقترب الوعد الحق، وحل بهم عذاب قريب.
وإن هي إلا دولة أيام، وصولة أعوام، وتقوم عليهم قيامة، وتحل بهم ندامة، ويأتيهم راكب الغمامة، صاحب العمامة، وارث الإمامة، جلي الكرامة، يطهر الأرض كلها، وينزع عن الأمة ذلَّها، ويعيد كل حق إلى مستحقِّه، وكل مستحق إلى حقِّه.
وإني لهذا أعددت قلبي، وشحذت عزمي ولبي، وفي هذا أفنيت زهرة شبابي، لأكون فيه يدا، في أول الصف لا في آخره.
وقريبا يعلمون وتعلمون، أن ذرية الزهراء في الحق لا يمزحون، وبالسر هم ينطقون، وبأمر ربهم هم العارفون.
جمعة غضب لمن فيه بقية روح.