2 دقائق للقراءة
لقاء الفتوح مع الحبيب المنفوح
عرفت ربي بربي، ولم يكن لي عليه من دليل سواه.
ولكن ذلك لم يكن ليحصل لي لولا محبة الصالحين الذين أهلوني لشرف تلك المعرفة.
لذلك احبهم قلبي وعشقتهم روحي، ورحلت في ارض أتتبع آثارهم، وأزور مقاماتهم، وألتقي أرواحهم.
وهم علموني أن أحب محمدا وآله، وهم أشهدوني قربه وجماله.
فصار العشق لي مقاما بعد أن كان لي حالا.
وصرت أرى بأعينهم وأسمع بهم، وابتهج إن سمعت منفوحا منهم، ودالا عليهم، وموصولا بهم، بل واحدا منهم.
وهذا وإن قلّ، فقد دلّ.
فكم من دعي يدعي وصلا بليلى، لكن وصل ليلى له براهين وعليه من الله حجج.
وقد أكرمني الله أن شاهدت مشاهد رأيت فيها بعين عبد القادر سر عبد القادر في تجدد جديد جميل، ورأيت بسر آل البيت تجليات لهم على أحد أحفادهم، ورأيت بنور الصالحين أحد الصالحين، فهام قلبي وتحرك حب قديم من زمن “ألست بربكم” فعلمت أنها محبة الأرواح التي تنتظر لقاء دولة الأشباح.
وهذه دولة الأشباح قد حضرت، كما قال الامام الرفاعي حين أتى رسول الله في مدينته، وكان شيء من سر ذلك في حالي وأنا أمضي إلى بني سويف صحبة الأحبة الشيخ احمد شحاتة الازهري والشاذلي الجعفري ومحمد أبو عبد الله وتلاميذي ومحمد وصبري إلى لقاء حبيب لي في الله وفي نسبنا إلى رسول الله، وفي حب آل البيت، وفي المدد النبوي الرباني، والسند الخضري الجيلاني.
فوالله إنه للقاء سر بسر، وعناق شقيقين بعد غياب فترة من الدنيا.
فالحمد لله الذي منّ علي بلقاء حبيبي في الله الشيخ السيد جابر بغدادي، الذي نفحنا بمدائحه، وقصائده وصوته العذب، ثم كانت لنا كلمات رحلت في برازخ الغيوب، وأتت بنفائس الطيوب، وتنعمت بمشاهدة الحبيب المحبوب.
وكنا في قوم جمعتهم المحبة، ووجوه أنارها الله بنوره.
فأيقنت أن الموعد أقرب مما أظن، وأن الفتح أيسر مما أتصور.
فالشيخ جابر استمرار لسر آل البيت الذين زقوا العلم زقا، فكبيرهم لا يقاس، وصغيرهم جمرة لا تداس.
وامتداد لأنوار الصالحين، الذين تستمر خفقة راياتهم، بتحقق غاياتهم، وظهور آياتهم.
وتجل متجدد لسر ارض الكنانة، بأنوار حسينية زينبية، ولسر الفواطم، والسيدة نفيسة. وبأمداد بدوية دسوقية شاذلية، ببسطة فيض بين ابن عطاء الله والمرسي ابي العباس وعبد الرحيم القناوي، سادتي وأسياد الناس.
لقد كان يوما من أيام الله حقا.
وإني والله لخادم لمحمد وآل محمد، خويدم للصالحين.
جزى الله أخي وحبيبي الشيخ جابر خيرا.
لقد أيقظ في روحي ما تعجز عنه العبارة، وتتحير دونه الإشارة، وتتحفز له البشارة.
وجزيل الشكر للرفقة الصالحة.
والحمد لله رب العالمين.
بلى، إن الصبح قريب.
#مدد_بلا_عدد