2 دقائق للقراءة
تزيين الماضي، تشويه الحاضر، تحويل المستقبل من الزمن الأرضي إلى زمن آخر هو عالم الخلود والجنة مما يجعل التخلص من الحاضر المشوه ومحاولة استعادة الماضي المجيد يكون عبر نسف ذلك الحاضر والتحول من المستقبل البشري إلى مستقبل ما بعد الموت وهنا يصبح الموت زمنا قائما بذاته وهو السبيل الوحيد لتحطيم الحاضر البائس المليء بالكفر والطاغوت والسبيل الأوحد لاستعادة ذلك الماضي أو كسب الرضوان منه ومن خلاله. ولكن الإشكال أن الماضي كله يجمع في فترة محددة دون فهم حقيقي لتلك الفترة ولا إدراك لكونها كانت لحظة راهنة في وقتها وتفاعلت مع مستلزمات الواقع ولئن كان الأمر بإدارة علوية مباشرة وظاهرة ولكن ذلك لم ينف الدور الإنساني والمكابدة والتفاعل مع الواقع والشواهد كثيرة.
وضمن التمشي الزمني يكون الاستحضار، وهو أن يستحضر ذهنيا وثقافيا وفنيا الزمن النقي الأول مثل أن يرسم من يدبّر مشاهد الحياة العامة زمن النبي (توهّما) في مسلسل ثم تراها تجسد في الرقة بعد أن سيطرت عليها داعش.
إن التمشي الزمني خطير حين يخترق الإنسان الذي يشعر بالخواء الزمني والتلاشي فهو يعيش ولا يشعر بالعيش ويحيا دون أن يلمس كنها للحياة وحتى لو توفر له كل شيء فخواء روحه واعتلال ثقافته وأدواء العالم من حوله تجعله يختل زمنيا فالبعض يختار اللازمان واللامكان عبر المخدرات التي تأخذه إلى مناطق الوهم حيث يغيب الزمكان، والبعض يتم عليه الاختيار ونسبة منهم من المدمنين أو يتم استخدام المخدرات معهم فيما بعد ليفقد البوصلة الزمنية فهو ليس فلان الذي يعيش في مدينة كذا سنة 2014 بل هو أبو القعقاع القادم من القرن الأول للهجرة ليصلح العالم الفاسد ويعيد نقاء الزمن الأول زمن النبي وصحابته، هو صحابي اخترق الزمن ليبني دولة الخلافة، هو خالد بن الوليد يطارد مسيلمة في زمان ومكان آخرين.