2 دقائق للقراءة
الله سبحانه خالق الإنسان أعطى حقيقة نفسية صادمة عنه، فنفسه فيها الشر المطلق والخير المطلق (فجورها وتقواها)، وعمل الباطن يتمحور في اختيار البرمجية النفسية المناسبة لتتبنّاها الشخصية. ولكن هذا العمل الباطني خاضع لتأثير العامل الخارجي من تربية ومحيط مجتمعي وثقافة…
قوة الإرهاب تكمن في تفعيل الشر المطلق، ولكن بإيهام الضحية أنه يفعّل الخير المطلق، وحين يتم الدمج بين البرمجيتين يصبغ المدنّس بالمقدّس، وتكون للشر المطلق قداسة مطلقة. ويتم تعويض الضمير الحي بضمير ميّت مزيّف فلا يرتاح ذلك الضمير المزيف داخل الإرهابي إلا حين يقتل أو يغتصب، وهو يكبّر ويهلل طربا.
ماذا نعرف عن قوة الشر المطلق في دواخلنا؟
النظر في مشاهد القتل الوحشية التي تقوم بها داعش أو في ما كان قبل ذلك في مجازر الهاغانا والمتعاونين معها في دير ياسين وفي صبرا وشاتيلا كاف لتبيان مدى تحرر الباطني للشر المطلق المجبول في نفس الإنسان.
ويمكن أيضا النظر في نماذج أخرى لتحرر الشر الباطني والفساد الداخلي الكامل، مثل أندرس بيرينغ بريفيك، فقد قتل بدم بارد 69 إنسانا في مخيم صيفي للنشطاء الشباب والسياسة في جزيرة يوتويا Utoya، ، في 22 يوليو 2011. وهو يميني متطرف اقترف ما اقترفه رفضا للامتزاج الثقافي وللتقارب مع المسلمين. وأثناء محاكمته قال أنه نادم لأنه لم يقتل أكثر. والمحكمة الخيرة النيّرة رأيت أنه كان مجنونا حين اقترافه للمجرزة وحكمت عليه ب21 سنة سجنا أي ثلاثة أشهر لكل إنسان وهو وجه آخر من وجوه الضمير الميت.
التمشي الباطني عمل مستمر لتحفيز الكوامن الظلامية داخل النفس البشرية، وتفجير براكين النقمة على العالم كلّه والكراهية للناس، وتحرير مردة الشرّ والقتل والتخريب التجبّر والتكّبر والبطش والظلم. ثم يتم تزيين كل ذلك بآيات القرآن القتالية الخارجة عن سياقها وبفهم سقيم عقيم للدين وكلام مفترى باسم الله يخفي خلف رنينه اللفظي شرّا كاملا وعداء حقيقيا للإنسان أيّا كان، وعدو الإنسان عدوّ لربّه الذي ما جعل الدين إلا تزكية له وصفاء لنفسه وخيرا ورحمة ورفقا وعدلا.