2 دقائق للقراءة
للسم الإرهابي تمشّ دقيق يتبعه – وهو عام على كل إرهاب في العالم ومخصص بشكل أكبر على الإرهاب في العالم العربي – وهذا التمشي يمكن تقسيمه حسب مراحله ونظمه الداخلية.
علي أن أقر بداية بأن هذه التمشيات قابلة للتطوير والتغيير حسب الظرف والعقليات والبلد ونوعية الإرهاب، لكنها تحمل ثوابت لا شك أن كل عقل يسقط في فخ الإرهاب عليه أن يمر بها. فالعقل الإرهابي لدى الأزارقة وفرق الخوارج، ولدى الحشاشين والقرامطة، أو لدى الوهابيين، يمر يذات التمشيات، ويمكن إيجاد طباق لها في العقل المهاريشي المتطرف في الهند أو العقل المافيوزي والعقل الياكوزي – مافيا اليابان –، والعقل العنصري في تطرفه وعنفه وارهابه، والعقل الصهيوني في جرائمه النكراء، أو العقل الصليبي أثناء تلك الحروب الدامية والمجازر الفظيعة في حق أهل فلسطين خاصة والشام عامة وبقية الأرض العربية. أو العقل الكنسي وهو يحرق العلماء بتهمة السحر، وعقل محاكم التفتيش تمزق عروق الموريسكييين المسلمين في موت بطيء بعد ضياع الأندلس، وعقل الدنس الملتحف بالقداسة وهو يدعو الناس لنصرة الرب بقتل المخالفين ومشاهد الترويع التي انجرت عنه مثل مذبحة القديس برطلماي في القرن السادس عشر بفرنسا والتي قتل فيها ستون ألفا من البروتستان في يوم واحد على أيدي الكاثوليك. والعقل النازي والفاشي الذي خلّف ستين مليون قتيل وملايين أكثر من الجرحى وخرابا عمّ العالم، والعقل المريض الحاقد وما يكون من أثره من كاليغولا إلى نيرون وصولا لهتلر وشارون وما فعله بأسرى الجيش المصري على سبيل المثال (عبور دبابات على أجسادهم ثم رؤوسهم وطحنهم أحياء).
إن التمازج بين الأبعاد والمنطلقات والأطر التي ينمو فيها العقل الإرهابي، والتمشيات التي تقوده للإرهاب، هو تفاعل ديناميكي قوي. ويجب أن ننظر باختزال إلى الأبعاد الأولية والمنطلقات المحفزّة والأطر التي ينتظم ضمنها التمشي الذي يقود للإرهاب بأبشع صوره.