< 1 دقيقة للقراءة
ضمن التمشي الفكري يعمد العقل المدبّر إلى تسميم فكر العقل المدمر، بتركيز صور أليمة تبيّن تعرض الفئة التي يدعي نصرها للظلم والألم والموت، أو صور لئيمة للذين يسِمُهُم بالأعداء تبيّن استكبارهم و”كفرهم” وشرّهم وترفهم…. أو صور عقيمة تجعل الحياة كلها لا قيمة لها ولا قيمة لشيء فيها ويجب تدميرها، أو صور قاتمة تجسد انسداد الأفق وضيق العالم. ثم يسمم فكره بشكل مستمر – يمثل جانبا من المرحلة التنظيرية التي تقوم وفق الدراسة التي أنجزتها ضمن نظرية المراحل الثلاثة على الإسقاط والمغالطة والتنميط – حتى يصل إلى نزع قدرات التمييز والنقد والتحليل وضرب الجذور الفكرية العميقة للمعطى الخير والمشرق في الفكر الإنساني لتحل محله أفكار مليئة بالحقد والكراهية وضمن هذه الأفكار الملوثة تزرع فكرة قوية تزداد قوتها كل يوم وهي فكرة التدمير حتى إذا ما سيطرت سهل أن يفجّر ذلك الشخص نفسه وجسمه ولو لقتل اللاشيء.