لعلك تشفق على ملابسه الرثة، وأنت ترى في ملامحه تاريخا من الظلم والاستعباد بحق الافارقة الذين لهم تاريخ من المجد طويل وفي أرضهم من الصالحين كثير.
لكني اقول لك: إني أرى فيه نور سيدنا بلال.
وإنه بملابسه تلك وحاله ذاك أفضل ممن ملابسهم الحرير، ويملكون من المال الكثير.
فهو بالقرآن أمير وأشرف عند الله وأفضل من ألف أمير، جعل ما أتاه الله في الغرور والترف والفساد الكبير.
اسمع صوته وتأمّل عينيه: هذا نور القرآن!
نور رأيته في فاس توري عندما كنت ضيفا عند العارف بالله الشيخ عبد العزيز توري، وسمعت بلابل الجنة من أبنائه وبناته: محمد الهادي، عبد الرحمن، أبو بكر، أسماء، خديجة، عائشة.
إنها لحظات لا أنساها ما حييت، كأني أسمع القرآن تتلوه الملائكة لحظة نزوله على الحبيب الاعظم.
ماذا فعل الأثرياء بأموالهم وأهل الجاه بجاههم إلا من رحم ربي.
والله ما تساوي كنوز الدنيا حرفا من حروف كتاب الله.
اللهم فاجعلني خادما لكتابك، واقبلني في أحبابك.
*فيديو من الكوت ديفوار لأحد تلاميذ أخي الشيخ سيلا محمود الأزهري الذي يدرس الفقه المالكي والتاريخ لأهل قريته، في مدرسته، وهو من الصوفية الكرام.