الذات المحمدية ذات كاملة نبويا وإنسانيا، ليس فيها نقص. لأن الله سبحانه جعل النقص في خلقه، جعل النقص في البشرية، ولكنه كمّل نبيه، ليظهر للناقصين معنى الكمال. ليُظهر للعشاق معنى الجمال. جعله قبلة للعاشقين، ومحطّا لأنواره وأسراره.
هذا النبي العظيم الذي كان الأنبياء من قبله خدما له، وكانت الملائكة تخدمه، وكان صديقه وأخوه جبرائيل.
هذا النبي الذي إذا بعثه الله سبحانه وتعالى لم يهده إليه بطريقة سيدنا إبراهيم (التأمل في الكواكب)، ولم يهده إليه بطريقة سيدنا موسى أن أقبل إلى نار فلم تكن نارا ﴿إِنِّیۤ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَیۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوࣰى﴾. أرسل الله روحه الأمين، إلى نبيه الأمين، ليضمه، وكأن الله يقول له: اشتقنا إليك. السماء اشتاقت إلى أحمدها، والأرض هامت بحب محمدها.
هو في السماء أحمد وفي الأرض محمد. عندما بشر به المسيح: وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولࣲ یَأۡتِی مِنۢ بَعۡدِی ٱسۡمُهُۥۤ أَحۡمَدُۖ .
هذه الضمة ضُم ثلاثا (ضمّه ربّه عن طريق هذا الملك). ضُم حبا، ضمّ كرامة، ضُمّ نبوّة. زمّلوني دثّروني. ونزلت عليه الأسرار والمعاني.